الاحتلال الصيني
إن روسيا والصين نظّمتا منظمة شنغهاي للتعاون ردا على التحرك الاحتلالي الأمريكي نحو آسيا. ولكن الصين بدأت تستفيد بفعالية من هذه المنظمة في احتلال الدول التي كانت تحت استعمار روسيا. ولهذا السبب تستعد الصين لقمة منظمة شنغهاي للتعاون القادمة في قرغيزستان في 13-14 حزيران/يونيو.
قرغيزستان من الناحية العسكرية تعتمد على روسيا. ومع ذلك فإن الصين تدعم قرغيزستان بمساعدات عسكرية وفنية وتستمر بدعمها إلى اليوم من أجل التدخل العسكري. وجاء وزير الدفاع الصيني وي فنغ في 28 نيسان إلى قرغيزستان. ووُقّعت وثائق التعاون العسكري والتقني بين الوزير الصيني ووزير الدفاع القرغيزي.
وفي يوم 14 أيار/مايو تم توقيع وثائق التعاون بين وزير الشؤون الداخلية في قرغيزستان كاشغر جونوشلييو ووزير الأمن العام الصيني تشاو كه تشي. وفي إطار اتفاقيات التعاون تلك تُعطَى معدات للشرطة القرغيزية بقيمة 4.5 مليون دولار. وبطبيعة الحال تُستخدم هذه المعدات قبل كل شيء لأمن قمة منظمة شنغهاي للتعاون وبعد ذلك ضد أهل قرغيزستان المعارضين للصين. وبالإضافة إلى ذلك فقد وقّع الوزراء وثيقة لأمن خط أنابيب الغاز “بين قرغيزستان والصين”. ووفقا لهذه الوثيقة فإنه إذا كان هناك خطر على الأنابيب يرسلوا موظفيهم إلى أراضي الآخرين. وهذا ما يعني أن الشرطة الصينية يمكن أن تدخل قرغيزستان تحت ذريعة “وجود تهديد في خط أنابيب الغاز داخل حدود قرغيزستان”.
وقد زاد الاستعمار الصيني الثقافي والمبدئي. ومن المعلوم أن الصين ليست دولة تنشر مبدئها، ومع ذلك فإنها أيضا تستخدم في هذا المجال أسلوب الاستعمار العالمي. فقد زاد الطلاب القرغيز المتعلمون في الصين. وفي قرغيزستان أيضا أنشئت المؤسسات التعليمية الصينية. إن الصين تريد أن تُخضع مشاعر الشعب القرغيزي تحت غطاء “التعاون الثقافي”. على سبيل المثال، أعلن علماء من الأكاديمية الصينية أن التاريخ القرغيزي بدأ من القرن العاشر قبل الميلاد. فضلا عن ذلك قُبَيل قمة منظمة شنغهاي للتعاون يأتي من الصين 8 علماء درسوا التاريخ القرغيزي وتظهر أبحاثهم للشعب. وهذا الحدث مما يعدّ مكرا لإخضاع مشاعر الشعب القرغيزي من خلال دغدغة مشاعرهم القومية. وهل ينفعنا طول تاريخنا؟ أهذا يحفظنا من الاحتلال الصيني؟ أليس هذا سلاح الاستعمار في الواقع؟
وأيضا الحكومة الصينية تعرض على الشعب مظاهر ثقافية ضد الإسلام لصرف النظر عن الإسلام، وتهتم بالموسيقى والرقص والسينما وغيرها اهتماما جديا في إطار “التعاون الثقافي”.
وفي يوم 15 أيار/مايو عقد اجتماع لوزراء الثقافة في منظمة شنغهاي للتعاون في قرغيزستان، ونُوقِشتْ فيه مسألة مهرجان “طريق الحرير”. وفي اليوم نفسه عقد في إيسيك كول “اجتماع النساء الناجحات في الصين وقرغيزستان”. وخلال الاجتماع أشادت النساءُ الصينيات بالنساء القرغيزيات التي استضافتهن بأنهن نساء ذكيات نشيطات جميلات. وللأسف، انخدعت بعض الأخوات بهذه الكلمات اللامعة.
إن الديون من أساليب الاستعمار الاقتصادي، وأكثر ديون قرغيزستان أُخذت من الصين. وكذلك الصين تُعدّ أكبر “مستثمر” في بلادنا. وهي في حجم التبادل التجاري في المراتب الأمامية. وبالإضافة إلى ذلك، تريد الصين أن تُنشئ سكة حديد بين الصين وقرغيزستان وأوزبيكستان. وإن جزءا من خط أنابيب الغاز بين تركمانستان والصين يمر عبر قرغيزستان.
وعلى الرغم من أن الأساليب الاستعمارية الصينية واضحة فإن الحكومة القرغيزية لا تتوقف عن اتباعها للصين.
وفي يوم 21 أيار/مايو وصل وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى قرغيزستان، وفي نهاية الاجتماع مع وزير الشؤون الخارجية القرغيزي تم توقيع الوزيرين على وثيقة حول التعاون في السياسة الخارجية والاتجاهات الرئيسية بين البلدين في سنوات 2020-2021.
وانغ تكلّم عن المسلمين في تركستان الشرقية. وقال إن تركستان الشرقية عانت قبل بضع سنوات من “الأشرار الثلاثة” قاصدا بذلك (الإرهاب والتطرف والانفصالية). ومن المعروف أن الحكومة الصينية اعتبرت المظاهر الإسلامية مثل الصلاة والصوم والحجاب من (الإرهاب والتطرف). كما ذكر وانغ أن وزير الشؤون الخارجية في قرغيزستان عندما توجه إلى الصين دعم السياسة الصينية حول تركستان الشرقية وشكره. وفي الواقع إن الحكومة القرغيزية قد خانت الأشقاء في تركستان الشرقية ووافقت على أن يسقط الظلم على رأس شعب قرغيزستان بعد الاحتلال الصيني كما سقط على رأس شعب تركستان الشرقية الآن. يا لها من خيانة!
وعندما التقى رئيس قرغيزستان سارنباي جيينبيكاو مع السفير الصيني قال تقليدا له إن قرغيزستان في الصراع ضد قوى “الأشرار الثلاثة” تقف في موقف الصين. ما أخونك!!
أيها المسلمون في قرغيزستان إن كل رؤسائكم من أولهم إلى آخرهم يحاولون أن يسلّموكم إلى الصين. لذلك لا تتبعوا القادةَ في التعامل مع الصين. أنتم مسلمون، ابحثوا عن التخلص من الاستعمار الصيني بالإسلام!
يا حكام المسلمين، وأنتم أبناء أمة الإسلام! ارجعوا إلى دينكم، وتخيروا مصالح شعبكم!
يقول الله تعالى في كتابه الجليل: ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحبز التحرير
عبد الحكيم كارخاني
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في قرغيزستان