مع الحديث الشريف
أعظم صور الغش
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «ومَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّا»، رواه مسلم برقم 176.
أيّها المستمعون الكرام:
لقد تقزّم مفهوم الغش عند كثير من العلماء في الآونة الأخيرة، حتى اختزل في عملية البيع والشراء أو في الامتحانات، ولكن المتتبع للنصوص الشرعية التي وردت في تحريم الغش يجدها عامة وليست خاصة، وقد جاء الغش في صور عدة، كغش التاجر وغش أحد الزوجين للآخر، أو غش الحاكم لرعيّته أو غش الطالب لمعلمه.
أيها المسلمون:
إن من أعظم صور الغش وأخطرها على الإطلاق غش الحاكم لرعيّته، فبدل نصحها أو رعايتها؛ يقوم بإبعادها عن كل خير وتقريبها من كل شر، انظروا إلى حكامكم وإلى غشّهم؟ انظروا إلى خياناتهم وإلى كذبهم وخداعهم، انظروا إلى موالاتهم لأعدائكم، يظهرون حبّهم لكم وللإسلام وهم ألد أعدائه، بل منهم من استطاع أن يقنع بعضكم من خلال ترتيل بعض آيات من القرآن الكريم، أو رفع مصحف بيده أنه ليس مسئولا عن تسليم المناطق المحررة لبشار، أو أنه ليس المتسبب في قتل الآلاف من الناس داخل تركيا وسوريا، ما أقبحه من فعل؟ أن يجعل هؤلاء الإسلام مواد تنظيف لأوساخهم وخياناتهم، فأي جرم أعظم من هذا؟! وأي غش أكبر منه؟! فإلى متى ستبقون ساكتين عنهم وقد علمتم أن غشّهم ليس لفرد، بل لرعية ولمجتمع ولأمة بأكملها، نعم؛ هو غش بالجملة.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم