Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – أرحنا بها يا خليفة المسلمين

 

مع الحديث الشريف

أرحنا بها يا خليفة المسلمين

 

 

    نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   عن خُزَاعَةَ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَا بِلَالُ أَقِمْ الصَّلَاةَ أَرِحْنَا بِهَا». رواه أبو داود برقم 4985.

   الصلاة راحة، هكذا هو الدين؛ كلما تعبّدنا الله بتطبيق أحكامه شعرنا بالراحة، وبقدر التزام المسلم بالأحكام والشرائع تتحقق الطمأنينة لديه، ويشعر بالدعة والسعادة، ومما لا شك فيه أن من ابتعد عن هذه الأحكام ظنا منه أنها تقيده، تعب وشعر بالشقاء، وإن كان يعيش في القصور والأبراج.

 

أيها المسلمون:

 

   ورغم هذه الراحة التي يشعر بها من يتعبدون الله في الصلاة، إلا أنهم يتألمون أشد الألم لما يحدث لإخوانهم في شتى البلدان، فلئن شعروا بالراحة في أداء العبادات فهم لا يشعرون بها بالقطع في سائر الأحكام، إذ كيف يرتاحون والحكم ليس للإسلام؟ كيف يرتاحون وإخوانهم في الشام وأفغانستان والعراق وتركستان الشرقية ومصر وكشمير واليمن وميانمار يقتّلون ويشردون؟ كيف يرتاحون وهم يحكمون بدساتير الكفر الجائرة؟ كيف يرتاحون وهم يذلون ويهانون شرق الأرض وغربها؟ كيف يرتاحون وهم لقمة سائغة في فم أعدائهم؟ كيف يرتاحون وقد تبعثرت أشلاء جسدهم بسكين سايكس بيكو وبسكين الاستقلال الموهوم، وبسكين الحضارة الغربية الزائفة؟ لا شك أنهم لن يتذوقوا طعما للراحة إلا بعد أن تقوم دولتهم، دولة الخلافة الثانية الراشدة، التي ستطبق عليهم أحكام ربهم، لهذا نقول لكل من يبحث عن الراحة: اعملوا مع العاملين للخلافة، ونقول للخليفة القادم: أرحنا بها يا خليفة المسلمين، فقد طال الشقاء والعناء، وطال ليل الظالمين.

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم