بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
طامّة الجماعات الإسلامية اليوم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عنِ الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيِّ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَمَنْ دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ مِنْ جُثَاءِ جَهَنَّمَ»، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ صَامَ وَإِنْ صَلَّى قَالَ: «وَإِنْ صَامَ وَإِنْ صَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ». رواه أحمد برقم 16718.
عندما بعث الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بعثه برسالة عامة تشمل جميع الناس، وعندما خاطب المسلمين خاطبهم خطابا عاما باعتبارهم جسدا واحدا، وجعل معيار التفاضل بينهم التقوى، وعلى الرغم من نزول الرسالة باللغة العربية، وعلى الرغم من نزول القرآن الكريم في أمة العرب إلا أن الله سبحانه وتعالى لم يخاطب أمة القرآن بأمة العرب؛ بل خاطبهم بوصفهم مسلمين، ولم يخاطبهم باعتبارهم عربا أو جنسا أو عرقا، قال تعالى: (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ).
أيها المسلمون:
إنه لأمر خطير أن تقف بعض الجماعات الإسلامية من الجسد الواحد موقف التقسيم والتفتيت، فتتعامل مع الأمة باعتبارها أجناسا مختلفة، تتعامل مع السوري ومع الأردني ومع المصريّ ومع العراقي كل حسب جنسيته، لقد أصبحت طامة الجماعات الإسلامية اليوم التي تدعي أن الإسلام هو منهجها تتعامل مع التقسيم المفروض عليها وكأنه من الإسلام، لا باعتباره من مخلفات سايكس بيكو، والغريب العجيب أن قادتها يعلمون ذلك ويصرون عليه، يدْعون لتغيير الواقع عبر رايات الكفر العميّة، يدْعون بدعوى الجاهليّة، فمتى تستفيق هذه الجماعات من سباتها وتسير على هدى نبيّها صلى الله عليه وسلم؟ متى ستمحي هذه الجماعات حكام الضرار من قاموسها دعوتها؟ متى ستعمل لتغيير الأمة بوصفها أمة واحدة لا بوصفها أجناسا متفرقة؟
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم