Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – اليقين والتوكل

 

مع الحديث الشريف
اليقين والتوكل

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا» رواه الترمذي.

 

معنى الحديث:

 

التوكل في اللغة هو الاعتماد على الغير في أمر ما، واصطلاحًا: صدق اعتماد القلب على اللّه تعالى في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة [العلوم والحكم لابن رجب], وقال الجرجاني رحمه الله: “التوكل هو الثقة بما عند اللّه، واليأس عما في أيدي الناس”. «تغدو خماصًا»: تذهب أول النهار ضامرة البطون من الجوع, «تروح بطانا» : ترجع آخر النهار ممتلئة البطون.

 

التعليق:

 

إن هذا الحديث من الأحاديث العظيمة التي ترشد الإنسان وبتمثيل عملي، لطبيعة الحياة التي يعيشها، فالأمور ليست كما يظن البعض أو كما يخيل لهم أنها بتخطيط وتدبير منهم، بل هي تسير وفق إرادة الله، وبتسييره عز وجل وتدبيره، لذلك فإن التوكل على الله من أعظم الأمور.

إنه من المعلوم أن المسلم المخلص لا يقدم على فعل شيء إلا بتحقيق أمرين اثنين، الأول: معرفة حكم الشرع فيه، أهو يرضي الله سبحانه وتعالى أم يغضبه، والأمر الثاني: هو حسن الظن بالله سبحانه وتعالى، والتسليم بقضاء الله وقسمته، لعلمه بأن الله سيختار له الأفضل، وأن الله يقدر الأمور بقدر وغاية.

 

إن التوكل لا شك واجب على جميع المسلمين المؤمنين، قال تعالى: (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)، ففرض عليهم التوكل على الله، وكذلك الأخذ بالأسباب. وهنا في هذا الحديث نراه يذكر مثالًا لطيفًا، كيف أن الطيور التي تنام في الليل فتستيقظ خاوية البطون، وتذهب في النهار قاصدة ملئها، لا علم لها كيف ستجده وتحصله، نراها تطير في الهواء دون قصد، لكنها تعود ممتلئة البطون ولا تموت جوعًا. 

 

 

فما علينا نحن البشر سوى أن نسعى لطلب الغاية آخذين بالأسباب متوكلين على الله، فلا يمكن لأحد أن يمنع قسمة قد قسمه الله لك، ولا يمكن أن يمنع رزقًا قد كتبه الله لك. فلا تقنط من رحمة الله تعالى، ولا تركن لغيره عز وجل وتطلب العون من غيره. وعلينا نحن المسلمين أن نعمل ليلًا ونهارًا طاعة لله، لا نخشى على أرزاقنا، فالله وضعها بين يدينا.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح