الجولة الإخبارية 2019/06/29م
العناوين:
- · ورشة المنامة رشوة للتنازل عن باقي فلسطين ليهود
- · ترامب يشدد العقوبات على إيران لتعجيل المفاوضات معها
- · لبنان يفتقر لمقومات الدولة ويعتمد على التحويلات الخارجية
- · هزيمة حزب أردوغان في إسطنبول تهدد بتمزقه
التفاصيل:
ورشة المنامة رشوة للتنازل عن باقي فلسطين ليهود
طرح مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر الشق الاقتصادي من خطة صفقة القرن الأمريكية في مؤتمر بالبحرين يومي 25 و26 من شهر حزيران الجاري، وتتضمن تقديم 50 مليار دولار من أموال الخليج نصفها يذهب إلى فلسطين ونصفها إلى مصر والأردن ولبنان، وذلك حسب عقليته التجارية والنفعية كما هي عقلية سيده في البيت الأبيض ترامب متوهما أن تقديم المليارات يحل المشكلة وهو لا يدرك عقلية أهل المنطقة المسلمين الذين لن يتخلوا عن فلسطين مهما دفع لهم من مليارات. وكأنه يفكر أنه يريد أن يرشي الناس بالمال حتى يقبلوا بخطته السياسية التي تقضي بالتنازل عما تبقى من فلسطين ليهود. وقال بعد المؤتمر إنه “سيطرح الشق السياسي عندما يكون الوقت مناسبا”. وهذا يدل على عدم جرأة أمريكا في طرح مشاريعها خشية رفضها ومن ثم عدم قدرتها على إلزام الأطراف بتطبيقها فتتلقى ضربة فشل مما سيؤثر على مكانتها الدولية كما حصل معها في مشروعها حل الدولتين.
وقال كوشنر: “بحضور وزراء المالية ورجال الأعمال استطعت جمع الناس الذين يرون الأمر مثلما أراه، وهو أن أية مشكلة يمكن حلها اقتصاديا.. اعتقدنا أن من المهم الرؤية الاقتصادية قبل الرؤية السياسية.. لأننا بحاجة لأن يرى الناس كيف يمكن أن يكون المستقبل”. وهذا يؤكد أنه يرى أن الناس ربما تتخلى عن فلسطين مقابل حفنة مال يأخذها من جيبهم في الخليج حيث تلك الأموال هي أموال أمتهم ويضعها في جيبهم الأخرى، وبهذا الشكل يكون هو وقومه يهود لم يخسروا شيئا، بل ربحوا الأرض وهذه الأموال ستعود على يهود، إذ إن مشتريات أهل فلسطين أكثرها من يهود المغتصبين الذين يسيطرون على فلسطين واقتصادها. ومهما عملت أمريكا فلن تتمكن من حل المشكلة ولن تتمكن من تركيز يهود في فلسطين مهما تعاون معها الحكام الخونة وتنازلوا لها، وحلها معروف لدى الأمة وسيكون بإذن الله قريبا وارهاصاتها قوية حيث ثارت الأمة على الحكام والأنظمة ونزعت ثقتها منهم وهي تنتظر من يقودها قيادة سياسية مخلصة واعية تسعى لتحرير فلسطين كاملة من براثن يهود وداعميها المستعمرين وأذنابهم.
————
ترامب يشدد العقوبات على إيران لتعجيل المفاوضات معها
قال الرئيس الأمريكي ترامب في مقابلة مع بزنس فوكس نيوز يوم 2019/6/26 إنه لا يستبعد احتمال اندلاع حرب مع إيران ولكنه لا يتوقع أن تطول وإنه لا يرغب بوقوع نزاع من هذا النوع واعتبر أن وضع أمريكا قوي فقال: “لكننا في وضع قوي للغاية في حال حدوث شيء ما. ولن تطول الحرب كثيرا ولا أتحدث عن إرسال جنود على الأرض”.
وكتب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي على تويتر يوم 2019/6/25 “إن فرض عقوبات عقيمة على المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي ووزير الخارجية محمد جواد ظريف يغلق مسار الدبلوماسية بشكل نهائي مع حكومة ترامب” بينما قال مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون يوم 2019/6/25 “إن الرئيس ترامب ترك الباب مفتوحا لإجراء مفاوضات حقيقية وفي المقابل كان صمت إيران المطبق” ورد الرئيس الإيراني حسن روحاني قائلا: “في الوقت ذاته الذي تدعون فيه للتفاوض تسعون لفرض عقوبات على وزير الخارجية. من الواضح أنكم تكذبون”.
وهكذا يظهر أن أمريكا تعمل على توتير الأوضاع وتشديد العقوبات حتى تجعل إيران تتفاوض معها من جديد عازلة لأوروبا وحاصلة على حصة الأسد في الاقتصاد الإيراني. وهذا أسلوب يتبعه ترامب حيث كان يهدد بإشعال الحرب مع كوريا الشمالية ومن ثم دعا إلى المفاوضات فاجتمع مع رئيسها مرتين، ولم يرد أن يحقق اتفاقا سريعا في لعبة تمثيلية لجعل كوريا الشمالية تتلهف على المفاوضات فتبتزها لتقديم التنازلات له ويعقد الاتفاق الذي تريده أمريكا. وهكذا يظهر أنها تتعامل مع إيران علما أن الأخيرة تدور في الفلك الأمريكي. ولكن لا يهم ترامب ذلك فهو يتعامل مع تركيا التي تدور في فلك أمريكا بالأسلوب ذاته. فهي عنجهية وغطرسة ضد العدو والصديق والحليف والدائر في الفلك.
—————
لبنان يفتقر لمقومات الدولة ويعتمد على التحويلات الخارجية
أصدرت مؤسسة موديز للتصنيف الائتماني تقريرا يوم 2019/6/25 تحليلا ائتمانيا حول لبنان ذكرت فيه أنه “على الرغم مما تضمنه مشروع ميزانية 2019 من إجراءات للضبط المالي، فإن تباطؤ التدفقات الرأسمالية وضعف نمو الودائع يعززان احتمال اتخاذ الحكومة لإجراءات تشمل إعادة هيكلة للدين أو إجراء آخر لإدارة الالتزامات قد يشكل تخلفا عن السداد بموجب تعريفنا” (وكالة رويترز 2019/6/27) وقالت وكالة رويترز “حيث يعتمد لبنان على التحويلات المالية من المقيمين في الخارج لتلبية احتياجات البلاد التمويلية المتمثلة بالأساس في عجز الميزانية الحكومية وعجز ميزان المعاملات الجارية للاقتصاد الذي يستورد الكثير ويصدر القليل بالمقارنة”. وذكرت الوكالة أن “الدين اللبناني يعادل 150% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو من بين أكبر أعباء الدين في العالم. وتعاني المالية العامة للدولة من ضغوط بفعل تضخم القطاع العام وارتفاع تكلفة خدمة الدين ودعم الكهرباء”. ومن هنا فإن لبنان لا يعتبر دولة حيث إنه ليس لديه مصادر اقتصادية وأهمها الصناعة فهو يعتمد الاستيراد، وإنتاجه المحلي قليل، والدين العام يعادل 150% فيعني أن هناك أزمة مالية حادة.
ومن ثم يأتي وزير المالية اللبناني علي حسن خليل ويقول إن “الأمور تحت السيطرة”! ويظهر أنه لا يعني الاقتصاد تحت السيطرة وسيتم معالجة المشاكل الاقتصادية، وإنما يعني عدم خروج الناس محتجين على أوضاعهم الاقتصادية مطالبين بإسقاط النظام، فالقوى الطائفية المشاركة في الحكومة تحول دون ثورة الناس والمطالبة بتحسين أوضاعهم أو إسقاط النظام الطائفي البغيض الذي أسسه الاستعمار، وما زالت القوى الاستعمارية تحافظ على استمراريته لتحقيق مصالحها من خلاله، إذ تقيم لها أوكارا للتجسس وتشتري ذمما وعملاء وتجند جواسيس وقوى محلية لتنفذ لها مشاريعها في المنطقة. ولهذا استخدمت الدول الاستعمارية كأمريكا قوى محلية من لبنان كحزب إيران لتقاتل في سبيلها للحفاظ على نفوذها في سوريا ولتحول دون سقوط عميلها الطاغية بشار أسد ونظامه، وكذلك للحفاظ على كيان يهود بقبول قرارات مجلس الأمن والتعهد بعدم الهجوم على يهود ومنع العمل على تحرير فلسطين.
————–
هزيمة حزب أردوغان في إسطنبول تهدد بتمزقه
بدأت الأنباء تتداول حول انشقاقات في حزب أردوغان حزب العدالة والتنمية بعد الهزيمة المرة التي ذاقها في انتخابات الإعادة لبلدية إسطنبول التي جرت يوم 2019/6/23 حيث خسر مرشحه بن علي يلدريم الذي فاز بنسبة 45% مقابل خصمه مرشح حزب الشعب أكرم إمام أوغلو الذي فاز بنسبة 54% بفارق أكثر من 800 ألف صوت بعدما اعترض على الفارق السابق بينهما بمقدار 13 ألف صوت وذلك إظهارا للسخط على أردوغان وليس حبا في الحزب المنافس السيئ حزب الشعب الذي سام المسلمين أصناف العذاب منذ تأسيسه على يد مصطفى كمال.
وكانت تلك الأنباء عن الانشقاقات في حزب أردوغان تتداول من قبل إذ حذر منها أردوغان نفسه. والآن قويت هذه الاحتمالات بعد هذه الهزيمة. إذ إن هناك ثلاث شخصيات يمكن أن تشكل أحزابا منشقة عن حزب أردوغان، وهي شخصية رئيس الجمهورية السابق عبد الله غل، وشخصية رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو وشخصية علي باباجان الذي شغل سابقا منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد والخارجية والتنسيق مع الاتحاد الأوروبي. ولكن من المرجح أن يدعم عبد الله غل واحدا من المرشحين من بين الشخصيتين وليس المبادرة لتشكيل حزب.
ولقد ذكر نائب برلماني سابق من حزب أردوغان وهو مقرب من داود أوغلو أن “الهزيمة التي تلقاها الحزب الحاكم في إسطنبول أثبتت تراجع شعبيته، وأن نتائجها لن تقتصر على إسطنبول، بل ستكون لها انعكاسات سياسية أخرى. نتيجة انتخابات إسطنبول ستؤدي إلى انهيار الحزب في كثير من المدن التركية”. ونقل كاتب تركي بارز في إحدى الصحف عن “علي باباجان أنه سيبدأ مشاورات مكثفة الأسبوع المقبل الأمر الذي أثار تعليقات جديدة على حزب العدالة والتنمية وراء الكواليس”، وذكر أن هناك مزاعم أنه إذا شكل داود أوغلو حزبا فإنه سينجر وراءه ما بين 30 و35 برلمانيا من حزب العدالة والتنمية وإذا أسس علي باباجان حزبا فإنه سينجر وراءه ما بين 40 و45 نائبا على الأقل من الحزب.
وهذا يكشف حقيقة ويوجد خيبة أمل لدى الذين علقوا آمالهم على أردوغان أنه سيأتي بالإسلام. فمرة أخرى تسقط نظرية التدرج والتخفي حتى التمكن، علما أن أردوغان قد تمكن وركز نفوذه على مدى 17 عاما من حكمه ما بين رئيس وزراء ورئيس جمهورية وأمسك بزمام الأمور، فأصبحت الدولة بكل أركانها بيده، ومع ذلك لا تظهر منه إشارات على المضي نحو تطبيق الإسلام، فحزبه علماني ديمقراطي، وقد نشر الحريات التي زادت من انتشار الفساد والرذيلة والفاحشة وارتكاب المحرمات، وارتكب الخيانات ضد أهل سوريا الذي كان توجههم نحو إقامة حكم الإسلام وزاد من موالاته للكفار الروس والأمريكان. ولكن ذلك سيركز الحكم الشرعي الذي ينص على وجوب التغيير الجذري الذي يقوده حزب التحرير حتى تقوم الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بإذن الله.