أما شبعت أمريكا من أموال المسلمين ودمائهم بعد؟!
الخبر:
لم يترك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ تسلمه الرئاسة الأمريكية فرصة للسخرية والاستهزاء وجني أموال بعض ممالك ومشيخات الخليج إلا استثمرها وكان أبرزها عقد صفقة العام الماضي لبيع نظام بني سعود أسلحة بمليارات الدولارات.
وآخر فرصة سنحت له لممارسة جنونه وفنونه كانت خلال لقائه أمير مشيخة قطر تميم بن حمد الذي يزور واشنطن حالياً، حيث نقلت وسائل إعلام أمريكية عن ترامب قوله خلال اللقاء: “لقد كنت حليفاً لنا وساعدتنا في توسعة القاعدة العسكرية وإنشاء مطار عسكري رائع لم يره الناس منذ فترة طويلة عبر استثمار ما يصل إلى 8 مليارات دولار جديدة.. وهذا كان في الغالب من أموالكم وليس أموالنا”.
واستطرد ترامب ضاحكاً: “في الواقع يمكن أن نقول إن كلها كانت من أموالكم وليست أموالنا.. لقد كان هذا أفضل بكثير.. لقد كان أمراً رائعاً”. (صحافة24)
التعليق:
إن المتتبع لمواقف الحكومات الأمريكية المتتابعة يستطيع أن يجملهما في أمرين اثنين، هما التعطش للأموال والدماء، فسياسات أمريكا كلها لا تخرج عن إحدى هاتين الغايتين، فهذه الدولة هي دولة فاشية متعطشة لدماء البشر دون أن يقف في طريقها أي رادع أو مانع، فهي دولة قامت على أنهار الدماء التي سفكتها عندما أبادوا الهنود الحمر على أراضيهم، وهي حتى يومنا هذا تبدع في هدر دماء الضعفاء أينما كانوا وأينما حلوا من كوريا إلى فيتنام إلى العراق مرورا بأفغانستان إلى الصومال وصولا إلى بلاد الشام، فهي قد قتلت من البشر ما لم تسبقها إليه أية دولة أو حضارة من قبل، فهم أهل الإجرام ومرتعه.
وأما شهيتهم اللامحدودة للمال فهي أمر لا غرابة فيه فهي من صميم مبدئهم في الحياة التي لا تكترث لقريب أو صديق أو جائع أو محتاج، فهذا ديدن نظامهم الذي خاض الحروب المتتالية من أجل الأموال، فحرب كوريا التي خاضتها لأسباب واهية وحربها في فيتنام لسنين طوال مارست فيها القتل والتشريد ما كانت إلا من أجل هذه الغاية التي يفرضها عليهم مبدؤهم الرأسمالي الذي لا يقيم وزنا إلا للمصالح الأنانية، بل إن الحروب التي شنتها هذه الدولة على أفغانستان والعراق وما نتج عنها من دمار للبلاد والعباد إنما هي من أجل فرض هيمنتها على هذه البلاد طمعا بما فيها من ثروات، وكذلك الأمر بالنسبة لحربها عبر وكلائها في بلاد الشام والتي أزهقت فيها مئات الآلاف من الأرواح فما هي إلا خوف على نفوذها الذي يدر عليها المال من تلك البلاد.
إن من الواضح في أمريكا أن كل إدارة تستلم الحكم تأتي بنهج مغاير لما كانت عليها سابقتها، بل إن كل إدارة تتفنن في مص أموال الناس وتصفيتهم وترويعهم، وها نحن الآن نتعامل مع إدارة لا تختلف كثيرا عن سابقتها، فهي ترى بأن الخالق البارئ قد أخطأ في توزيع الثروات والأموال، وبأن ما يملكه العرب يجب أن يرد إلى من يستحقه، فقد قام الأرعن ترامب بداية بالاستيلاء على مليارات الدولارات من أموال المسلمين في بلاد الحجاز وذلك بعد أن أخذ من الأسرة الحاكمة هناك ما يقارب 500 مليار دولار، ثم ألحقها بـ180 مليار دولار قام بأخذها من حاكم قطر، فالسؤال العريض الذي يطرح نفسه هنا، أين أصحاب العقول من هذا الأمر؟! ألم يدركوا بأن هذه الأموال لو أنفقت على فقراء المسلمين لأشبعتهم؟! فهذا الأمر واضح وهو مما يُعلم بالضرورة، ولكن هؤلاء الحكام هم عبيد لا حول لهم ولا قوة ولا شرعية، وهم يظنون بأن إنفاقهم لهذه الأموال سيحفظ لهم عروشهم ويشتري رضا أمريكا عنهم.
إن ما يقوم به هؤلاء الحكام أمثال حاكم السعودية أو حاكم قطر ظنا منهم أن سنن الكون ستتغير لصالحهم فيبقى حالهم على ما هو عليه ما هو إلا كسراب بقيعة، فهيهات هيهات أن تتغير الموازين، فهؤلاء ينتظرهم مصير أسود حالك هم وأسيادهم في الغرب، على أن ما يدفع أمريكا لمثل هذه الغطرسة ما هو إلا هؤلاء العبيد، فقريبا بإذن الله سيأتي من يلقن هؤلاء الوحوش دروسا تجعلهم ينكفئون إلى بيوتهم مدحورين مكبلين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا