الحديث الشريف
النصر والتمكين لهذه الأمة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أُبَيّ بن كعبٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «بَشِّرْ هذهِ الأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ والدِّينِ والرِّفْعَةِ والنَّصْرِ والتَّمْكِينِ فِي الأَرضِ، فمَن عملَ منهُم عَمَلَ الآخرةِ للدُّنيا لم يَكُن لَهُ فِي الآخرةِ مِن نَصيبٍ». مسند أحمد.
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، أما بعد،
إن هذا الحديث يبشر هذه الأمة، أمة محمد عليه الصلاة والسلام، بعلم مسبق من الله تعالى، أنها ستكون لها المكانة المرتفعة في الدنيا، والصدارة بين الأمم، وأصحاب الرأي في كل شيء، كما بشرها بالنصر، وأي نصر، نصر يجعل لها التمكين والثبات في الأرض.
وهنا يجب أن ننتبه إلى أن النصر يكون بمعونة الله وتسديد الخُطا على الطريق القويم، والتمكين هنا يعني البقاء والثبات على الحال وليس فترة وتنقضي. وقد أكمل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث بالإشارة إلى أن من يتلبس بما يرضي الله من أجل نيل متاعٍ من الدنيا فلن يجزى عليه يوم القيامة. فيرشدنا عليه الصلاة والسلام أن نعمل ونسعى إلى مرضاة الله في الدنيا حتى نستحق ما بشرنا به من الرفعة والسناء، وألا نسعى لدنيا زائلة ونحرص عليها كما يحرص الكفار، فهي جنتهم، أما جنتنا فهي في الآخرة.
لذلك يجب أن ندرك أن ثواب الله ونصره وأجره وتمكينه وعونه يكون بالسير على الطريق الذي رسمه الشرع، فعلينا السير عليه حتى ننجو من العذاب ونصل إلى الهدف، وهو النصر والرفعة في الدنيا والآخرة. وعلينا دائمًا استحضار الحكم الشرعي في أية مسألة، ونتقي الله دائمًا، نطبق شرعه في كل صغيرة وكبيرة، فهي أمانة ثقيلة علينا أن نعطيها حقها. فالله نسأل أن يثبتا على الصراط المستقيم، ويجعلنا ممن يستحق النصر، وممن يحيا تحت ظل حكم الإسلام على الأرض، وإن الله على ذلك لقدير.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح