بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
رفع السلاح على الحق
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا» صحيح البخاري.
إن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام محمد بن عبد الله أما بعد:
إن هذا الحديث من الأحاديث التي يسردها رواة الأحاديث ومصنّفوها تحت باب الفتن، وما سيحدث في آخر الزمان؛ لذلك نجد الحديث يشير إلى خطب جلل سيحل بهذه الأمة، بأن يتنكر الأخ لأخيه ويقاتله، حتى يقف من أخيه المسلم موقف العدو. وهناك حديث روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول فيه: «لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح؛ فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزغ في يديه فيقع في حفرة من النار»، فهذا الحديث والحدث السابق يدلان على حرمة التلويح بالسلاح في وجه الأخ المسلم، بما يُغلب أنه يستخدم للقتل، ويشير الثاني إلى الأذى المحتمل وقوعه بأن يوسوس الشيطان للإنسان قتل أخيه، فيقع في النار، والعياذ بالله.
والحاصل هو أن المسلم يقف في وجه أخيه المسلم ليس لردعه عن الظلم، ولا لنهيه عن المنكر، أو للإصلاح في نزاع، بل هو من أجل أن يمنعه بالقوة من سلوك مسلك عليه أمر الله تعالى، حتى لو أدى إلى قتله، لا لشيء سوى أنه على الحق يسير، للإسلام مطبق، وهدى الرسول يتبع، والقرآن يرفع. وهنا يضع الإسلام خطًا أحمر يحذّر من تجاوزه، ومن يتجاوزه بالوقوف أمام دعاة الحق، العاملين له، الساعين لنشر الدين وتطبيق شرع الله، من يقف أمامهم بالقوة، وبرفع السلاح في وجوههم، فهو أمام خيارين؛ إما الرجوع والتوبة، والانضمام إلى العاملين إلى النشر الحق، والدفاع عن الأنفس والأعراض والمال والدين، وإما الانصياع لما يوسوس له الشيطان، فيحدث في أخيه المسلم القتل والتعذيب والتهديد، الذي لا يشرع إلا في وجه عدو الله ورسوله.
نجد من المسلمين اليوم من يرفع سلاحه في وجه إخوته، لسلب حقهم وترهيبهم وإخافتهم وسلبهم أموالهم، وحتى قتلهم؛ حتى يمنعهم من السير على الحق. الله نسأل أن يرشدنا الحق، وأن نكون من حماة الحق، وأعوان على الحق، لا نرفع سلاحًا في وجه مسلم، ولا نقتل مسلمًا، وأن ندافع عن الأمة.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح