بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
المرأة تَنتَخب وتُنتَخب في غير الحكم
حياكم الله معنا أحبتنا الكرام، نكون وإياكم وحلقة جديدة من برنامجكم (مع الحديث الشريف) وخير ما نبدأ به تحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن كعب بن مالك قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَخْرِجُوا إلَيَّ مِنْكُمْ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا، لِيَكُونُوا عَلَى قَوْمِهِمْ بِمَا فِيهِمْ. فَأَخْرَجُوا مِنْهُمْ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا، تِسْعَةً مِنْ الْخَزْرَجِ، وَثَلَاثَةً مِنْ الْأَوْسِ.
عندما جاء الشرع خاطب كلا من الرجل والمرأة على حد سواء، وكلف الرجل والمرأة، بأحكام عامة تكون لهما بنفس الكيفية والأداء، وكلف كل واحد منهما بأحكام أخرى خاصة تخص الطبيعة التي أنشأه الله عليها، كالأحكام المتعلقة بالحضانة والرضاعة والعدة وما إلى ذلك من أحكام تخص المرأة، أو كالنفقة والجهاد وصلاة الجمعة والحكم وغيرها مما فرضه على الرجل دون المرأة .. وهذا التخصيص لأحدهما دون الآخر ليس تمييزا له بل لطبيعته المختلفة عن الجنس الآخر، ولأن الله أعلم بمن خلق، فهو أعلم بما خصص به كل منهما.
لكن أمر التخصيص لا ينسينا التسوية بينهم في الأحكام التي جاء بها عامة وخاطبهما بها كمكلفين لا كرجل وامرأة، وهنا نقف عند حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الذي أمر فيه بإخراج نقباء من بين القوم ليتحدثوا إلى رسول الله بدل قومهم، فقد كان طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم عاما ولم يقل أخرجوا لي منكم نقباء رجال، بل جعل الأمر عاما يشمل الرجال والنساء، وفي هذا صفعة لمن يقول أن الإسلام ظلم المرأة ولم يعاملها معاملة الرجل، فكيف ذلك وهو جعل لها أن تكون تاجرة وقاضية، وقاضية حسبة، كما أجاز لها أن تكون في مجلس الأمة وأن تعطي رأيها السياسي والاقتصادي، وأن تجتهد، كما جعل لها الحق في أن توكل ويوكل لها وتَنتخِب وتُنتَخَب فيما دون الحكم، بالإضافة لعملها الأساسي أم وربة بيت.
وهذا كله يعتبر تكليف سواء للمرأة أو للرجل وليس بتشريف، ومن حسن أداء كل منهما لما كُلف به نحكم عليه بأنه متميزا بالأفضلية عند الله وعند الناس لا بنوعه وطبيعة خلقه.
احبتنا الكرام وصلنا وإياكم لنهاية حلقتنا لهذا اليوم من برنامجكم مع الحديث الشريف .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته