مع الحديث الشريف – باب لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

باب لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور

 

 

 

     نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

     جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور”.

 

   حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن الجعد أبي عثمان، حدثني أبو رجاء العطاردي قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه، فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية“.

    اشتدت هجمة الإعلام في الآونة الأخيرة على فكرة الخلافة استخفافا بها واستنكارا وتشويها لها، ولعل أبرز طرح لجأت إليه هذه الهجمة هو أن الخلافة ليست نظام حكم، وأن الإسلام لم يشرعها نظاما للحكم، وأن الإسلام وضع بعض القواعد والأحكام التي تعين في اختيار نظام الحكم، فكان نظام الخلافة اجتهادا صحيحا في الماضي، أما اليوم فلا يمكن أن تعيش الأمة حضارة القرن الحادي والعشرين بنظام القرون الماضية.

 

أيها المسلمون:

 

   إن الأحاديث التي عينت نظام الحكم المتمثل بالخلافة كثيرة، وهذا الحديث الذي بين أيدينا والذي يشنع على من يترك الجماعة ويصف ميتته بالميتة الجاهلية واحد منها، فلا يحل للمسلمين أن يعيشوا بدون إمام. فالجماعة: الإمام على دار العدل. ويكون هذا الإمام ولي أمر المسلمين في الدنيا كلها، سواء من كان منهم داخل سلطانه في دولة الخلافة أم كان خارج هذا السلطان، إذ إن لخليفة المسلمين الشرعي بيعة في عنق كل مسلم في الدنيا، سواء أدى هذه البيعة بالفعل أم لم يؤدّها، فالبيعة قائمة في عنقه. وعلى ذلك فالمسلمون آثمون بلا ريب لعدم وجود هذا النظام، إذ لا يمكن تطبيق أحكام الإسلام من خلال أي نظام آخر على الإطلاق.

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم