Take a fresh look at your lifestyle.

من وراء الأحداث الأخيرة في عدن؟

 

من وراء الأحداث الأخيرة في عدن؟

 

 

بعيداً عن تضليل المحللين للأخبار الذين تستضيفهم القنوات الإعلامية، الذين يحصرون الصراع بين هادي والمجلس الانتقالي، وإذا تعالى أفقهم يصلون إلى الصراع بين السعودية والإمارات، والحقيقة هي أن التبعية للدول الكبرى وبالذات في الشرق الأوسط بعد هدم الخلافة العثمانية لا يمكن أن تحصل بدون حصول تأثير الدول صاحبة النفوذ في المنطقة وهي أمريكا وبريطانيا، واليمن جزء من هذه البلاد وتقع تحت الصراع الأمريكي البريطاني، وبالتالي من التضليل والغباء والوهم أن يظن أحد أن دولاً كالسعودية والإمارات لها أجندة خاصة بها وتسير سياستها الداخلية حسب وجهة نظرها، بل إن هذه الدول تابعة وهي صنيعة الغرب الكافر وبالذات بريطانيا، وبالتالي فهذه الدويلات لا تملك الإرادة والسيادة على قرارها، بل هي دول تابعة تخدم الغير؛ فالإمارات حاليا تنفذ السياسة البريطانية في جبهات عدة، أما سعودية سلمان فهي بقرة أمريكا الحلوب ومعولها في تنفيذ خطط سيد البيت الأبيض ترامب، وبالتالي فإن ما حصل خلال الأيام الماضية بداية من الأحداث التي شهدتها مدينة عدن لا يخرج عن تدخل الدول الكبرى المؤثرة في الساحة العالمية التي لها أطماع ومصالح في اليمن، ونجمل الأحداث باختصار:

 

بعد إعلان الإمارات سحب بعض قواتها من الحديدة وصرواح في مأرب بعدما أكملت مهمتها في خدمة بريطانيا وهي دخول الجنوب وطرد الحوثيين من عدن وتشكيل قوات موالية لها ودعمها وتدريبها، فبعد سحب الإمارات لبعض قواتها أدخلت السعودية عدة قوات إلى الجنوب، وهذا يعني القيام بدور خطير قد يهدد مصالح بريطانيا خصوصا أن بعض القيادات في قوات الحماية الرئاسية مرتبطة بالسعودية، هنا شعر الإنجليز بالخطر المحدق على نفوذهم في الجنوب، خصوصا وأن الشمال بيد قوات الحوثي الموالي لأمريكا، وبالتالي أصبح الإنجليز على وشك خسارة اليمن، هنا أوعزت بريطانيا للإمارات التي حركت رجالها في المجلس الانتقالي حيث أعلن هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي النفير واقتحام قصر المعاشيق مقر حكومة هادي، وحصل هذا بعد مقتل منير اليافعي قائد قوات الدعم والإسناد التابع للحزام الأمني ذراع المجلس الانتقالي العسكري، وأثناء تشييع الجثمان في مقبرة قريبة من قصر المعاشيق حدثت مناوشات بين المشيعين وقوات الحماية الرئاسية كانت هي الشرارة، بعدها صرح هاني بن بريك وحشد قواته وأمرهم بإسقاط الحكومة متهماً قواتها بالإرهاب، واستمرت المعركة أربعة أيام استخدمت فيها الدبابات والمدرعات وسقط فيها أبرياء من المدنيين وسُفك الدم الحرام في العشر الأول من ذي الحجة، فبدلا من التقرب إلى الله بالطاعات سفكوا الدماء وروعوا النساء والأطفال وأفسدوا على الناس فرحة العيد، وانتهت المعارك بسيطرة قوات المجلس الانتقالي على المعسكرات والمقرات الحكومية، وخلال هذه الأيام الأربعة تم تسليم معسكرات تابعة لهادي لقوات المجلس الانتقالي وأعلن قائد قوات الأمن الخاصة فضل باعش انضمامه إلى قوات المجلس الانتقالي، ولوحظ رفع صورة الرئيس عبد ربه منصور هادي وبجانبه علم الجنوب في بعض المدرعات… ويتضح من كل هذا:

  1. أن هذا العمل وهو سيطرة المجلس الانتقالي على عدن عاصمة هادي المؤقتة تم بتخطيط إنجليزي لقطع الخط أمام السعودية عميلة أمريكا، وبالتالي منعها من الدخول للجنوب، والذي يثبت هذا عدم وجود مقاومة حقيقية من قوات هادي وتسليم بعض المعسكرات للمجلس الانتقالي وانضمام قائد قوات الأمن.

  2. أصبح للمجلس الانتقالي بعد السيطرة على عدن وزن في المفاوضات القادمة بحكم سيطرته على عدن، وبالتالي سوف يكون للإنجليز نصيب كبير في الحوار القادم عن طريق هادي وحكومته كطرف والمجلس الانتقالي كطرف آخر، أما أمريكا فلديها الحوثي فقط كطرف ثالث، ويوجد ضمن هذا الطرف نصيب لحزب المؤتمر والذي لا يزال مشاركاً للحوثي في صنعاء وإن كان تحت الضغط والقمع.

  3. أصبحت الخارطة في اليمن كالتالي: عدن والضالع وأبين ولحج وحضرموت الساحل وشبوة وسقطرة، هذه المناطق تأثير المجلس الانتقالي فيها كبير، ويملك فيها قوات عسكرية، أما حضرموت الوادي وجزء من البيضاء وجزء من الجوف ومأرب وتعز ففي صف هادي وحكومته، أما صنعاء وبقية المحافظات فالحوثي مسيطر عليها.

 

والخلاصة: إن هذا الصراع لا يخدم أهل اليمن بل هو يخدم الغرب الكافر، ومن المحزن والمؤلم أن تسيل الدماء وتزهق الأرواح لصالح الغرب الكافر وليس للمسلمين فيها ناقة ولا جمل، فندعو أهل اليمن أهل الإيمان والحكمة أن ينبذوا أدوات الصراع سواء الخائن هادي وحكومته أو أقزام المجلس الانتقالي أو علي محسن الأحمر نائب هادي الذي عاث في الأرض الفساد، أو حركة الحوثي التي ظهر للعيان عمالتها وخبثها وحقدها على أهل اليمن، فندعو أهل اليمن دعوة صادقة للعمل مع حزب التحرير فهو الحزب الوحيد الذي يملك المشروع الصحيح المستنبط من ديننا الإسلامي ويعمل له بصدق وإخلاص ووعي، إننا لا ندعوكم ونحن قاعدون نائمون بل نحن نعمل بينكم ومعكم ونصارع أفكار الكفر ونكشف خطط الكفار وهذا منها، نتقصد أبناء الأمة من مدنيين وعسكريين، ودعوتنا الأخيرة للمخلصين من القيادات العسكرية أن يوقفوا العبث ويعطوا النصرة لحزب التحرير حتى نقيمها خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة التي بشرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُون﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الهادي حيدر – ولاية اليمن 

 

 

2019_08_12_Art_Who_is_behind_the_recent_events_in_Aden_AR_OK.pdf