بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
وقف تميم الداري
أحبتنا الكرام نكون وإياكم وحديث جديد في حلقة جديدة من برنامجكم (مع الحديث الشريف) فكونوا معنا
عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ مِصْرَ وَالشَّامَ افْتُتِحَتْ فِي زَمَنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَنَّ أَفْرِيقِيَّةَ, وَخُرَاسَانَ وَبَعْضَ السِّنْدِ افتتحت في زمن عثمان رضي الله عنه، قَالَ: فَقَامَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ, وَهُوَ تَمِيمُ بْنُ أَوْسٍ رَجُلٌ مِنْ لَخْمٍ, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, إِنَّ لِي جِيرَةً مِنَ الرُّومِ بِفِلَسْطِينَ لَهُمْ قَرْيَةً, يُقَالُ لَهَا: جَيْرُونَ, وَأُخْرَى يُقَالُ لَهَا: عَيْنُونَ، فَإِنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ الشَّامَ فَهَبْهُمَا لِي. فَقَالَ: هُمَا لَكَ. قَالَ: فَاكْتُبْ لِي بِذَلِكَ كِتَابًا. قَالَ: فَكَتَبَ لَهُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِتَمِيمِ بْنِ أَوْسٍ الدَّارِيِّ أَنَّ لَهُ قَرْيَةَ جَيْرُونَ, وَبَيْتَ عَيْنُونَ قَرْيَتَيْهِمَا كَلَّهُمَا, وَسَهْلَهُمَا, وَجَبَلَهُمَا, وَمَاءَهُمَا, وَحَرْثَهُمَا, وَأَنْبَاطَهُمَا, وَبَقَرَهُمَا, وَلِعَقِبِهِ مِنْ بَعْدِهِ لا يُحَاقُّهُ فِيهِمَا أَحَدٌ, وَلا يَلِجُهُمَا عَلَيْهِمْ أَحَدٌ بِظُلْمٍ، فَمَنْ ظَلَمَ وَاحِدًا مِنْهُمْ شَيْئًا فَإِنَّ عَلَيْهِ لَعْنَةَ اللَّهِ”. قَالَ: فَلَمَّا وَلِيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَمِينُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي اسْتُخْلِفَ فِي الأَرْضِ بَعْدَهُ، كَتَبَهُ لِلدَّارِيِّينَ أَنْ لا يُفْسَدَ عَلَيْهِمْ سَبَدُهُمْ وَلِبَدُهُمْ مِنْ قَرْيَةِ جَيْرُونَ وَعَيْنُونَ فَمَنْ كَانَ يَسْمَعُ وَيُطِيعُ اللَّهَ فَلا يُفْسِدَ مِنْهُمَا شَيْئًا, وَلْيَقُمْ عَمُودَيِ النَّاسِ عَلَيْهِمَا, وَلْيَمْنَعْهُمَا مِنَ الْمُفْسِدِينَ.”
إن أرض الصحابي تميم بن أوس الداري هي أرض عشرية أقطعه إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أرض فلسطين، لم تكن قد فتحت بعد، وقد وَثق الإقطاع سيدنا أبو بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كتب قائلا “كتاب من أبي بكر الذي استخلف في الأرض بعد رسول الله صلى الله عليه كتبه للداريين أن لا تفسد عليه مأثرتهم قرية حبرى وبيت عينون فمن كان يسمع ويطيع فلا يفسد منها شيئا” وعندما فتحها الخليفة عمر بن الخطاب، طالبه الصحابي تميم الداري بتسليم الأرض التي وُعد بها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلمها إياه رضي الله عنهما.
وبقيت هذه الأرض على مر العصور لا يمسها أحد بسوء ولا يفسد منها أحد شيئا، إلى أن جاء اليهود عليهم غضب الله وحاولوا أن يوجدوا لهم موطأ قدم حين ادعوا أن مدينة الخليل هي أقدم مدينة يهودية، ومن ذلك الوقت أصبحت الأرض المُقطعة من أيام رسول الله للصحابي تميم محط أنظار اليهود ومَن يريد أن يُوَطِنهم في فلسطين ويصنع لهم جذور لا أصول لها.
إن المشكلة ليست في اليهود فقط، بل في المسلم الذي يعلم أن أرض تميم هي وقف لا يجوز المساس بها ورغم ذلك يساعد الكفار في امتلاكها أو بسط نفوذه عليها، وإن كان ضياع أرض تميم الداري جريمة فالتعامل مع اليهود لتوطينهم ومساعدتهم في بسط نفوذهم جريمة أكبر وأعظم.
الله نسأل أن يحمي الأرض وأهلها وأن يعجل لهم بالإمام الجنة الذي يحرر أرضهم ويحميها من كل محتل ومعتدي.
وصلنا لنهاية حلقتنا لهذا اليوم .. فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته