مع الحديث الشريف
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم الفتنة من قبل المشرق
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في”باب قول النبي صلى الله عليه وسلم الفتنة من قبل المشرق”.
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أزهر بن سعد عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم بارك لنا في شأمنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا يا رسول الله: وفي نجدنا، قال: اللهم بارك لنا في شأمنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا يا رسول الله وفي نجدنا؟ فأظنه قال في الثالثة: هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان”.
أيها المستمعون الكرام:
إنها الشام وما أدراكم ما الشام؟! إنها الأرض التي بارك الله فيها، وجعلها مهبط الرسالات، ومأوى الأنبياء، الشام التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها: “إني رأيت الملائكة عليهم السلام في المنام، أخذوا عمود الكتاب فعمدوا به إلى الشام، فإذا وقعت الفتن فإن الإيمان في الشام”، إنها الشام التي قال عليه الصلاة والسلام فيها: “إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم”. صدقت يا حبيبي يا رسول الله، هكذا مدحت أهل الشام وذكرت فضائلهم، ومدحت أهل اليمن أيضا فقلت: “الإيمان يماني والحكمة يمانية، ولولا الهجرة لكنت امرأ من أهل اليمن”. وأنت أيضا صلوات ربي وسلامه عليك من ذمَّ نجدا وذكر طلوع قرن الشيطان منها.
أيها المسلمون:
ما زالت الأحداث تتجدد وتدور لتثبت كل يوم صحة ما ذكره لنا رسولنا الكريم، فأنتم ترون الإيمان في الشام، ترون المسلمين في صورة لم تروها من قبل، فمنذ متى قام المسلمون قومة رجل واحد، تحت راية واحدة، هي راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، في هتاف واحد هي لله هي لله؟ وفي اليمن كذلك. وفي خضم هذا التحول والاندفاع الكبير من الأمة لتطبيق الإسلام، يخرج من الحجاز قرن الشيطان ليتآمر مع حكام الضرار على هذا الإيمان، على ثورة الشام، يتآمر ملكها مع الأمريكان على أطهر ثورة وأطهر نداء، بحلف رخيص، والعنوان: “مكافحة الإرهاب”، تماما كما تآمرت قريش وزعماؤها على رسولكم الكريم، وتربصوا به الدوائر ليقضوا على دعوته، وكما كان الله لهم بالمرصاد، فأفشل تآمرهم وأذهب ريحهم، ونصر نبيه ونشر دعوته في أصقاع الأرض، فإنه سبحانه وعدنا بنصر من ينصره وبالقضاء على من يقف أمام دعوة نبيه، وبعودة الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة من جديد.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم