مع الحديث الشريف
إن الله سائلهم عما استرعاهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. حياكم الله أحبتنا الكرام، نكون وإياكم وحديث آخر في برنامجكم ” مع الحديث الشريف ” فكونوا معنا.
عن أبي حَازِمٍ قَالَ قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ”.
عشنا نحن المسلمين في عز ونهضة ورقي وذلك عندما كان انصياعنا لأحكام الله سبحانه، وعندما كان يطبقها علينا من يسوس أمرنا بما يرضي الله، فقد كان يحمي بيضة المسلمين ويذود عن الإسلام وأهله. في ذاك الوقت كان التقصير في الحكم الشرعي قليل لأنه إن لم يوجد وازع من الداخل يدفعنا إلى تطبيق العمل فقد كنا نجد الرادع من الخارج، من هذا الذي يسوسنا بالإسلام، فهذا دوره وهذا عمله، وكان الخلفاء أكثر ما يخشونه في الدنيا هو التقصير في جنب الله بعدم رعاية الأمة كما يجب، هكذا كانوا ساستنا يوم أن كانوا يراعون ما استُرعوا عليه. أما بعد هدم الخلافة فقد افتقدنا هذا الراعي وافتقدنا مخافة الله فينا عند حكامنا، وهذا سبب فسادهم، فهم لم يحسبوا حساب لسؤال الله لهم عما استرعاهم عليه. لكن نحن أمة خير الأنام، كيف تعودنا على غير الإسلام، وكيف قبلنا بغيره منهاجا، وكيف قبلنا أن يولى علينا من لا يتقي الله فينا ولا يخاف سؤاله يوم الحساب العظيم.
ألم يأن الأوان لأن نبدل ونغير، ألم نتوق لمن يخاف السائل ويحسب حساب السؤال؟
نسأل الله أن يغير الحال لخير حال، وأن يولي أمرنا لخليفة يحب الله ويحبه الله.. اللهم آمين آمين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين