مع الحديث الشريف – باب فضل استقبال القبلة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب فضل استقبال القبلة”.
حدثنا عمرو بن عباس قال حدثنا ابن المهدي قال: حدثنا منصور بن سعد عن ميمون بن سياه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته”.
قوله: “فلا تخفروا الله في ذمته” أي لا تخونوا ولا تغدروا.
أيها المستمعون الكرام:
إن نعم الله علينا عظيمة، ومننه كثيرة ولعل أكبرها أن هدانا إلى هذا الدين القيّم، الذي ليس فيه التباس، فعلّمنا ما لم نكن نعلم، وبصرنا بحقائق الأمور، وبمستقبل الأمة، فعاش المسلمون قرونا من الرخاء، عمّ فيها الخير والعطاء، ذاقوا خلالها من السعادة ما لم تذقه أمة أو شعب من الشعوب، ولكن أعداء الإسلام والمسلمين سعوا دائبين لإنزال هذه الأمة من مكانتها ومن عليائها، فمكروا بها مكرا، وكادوا لها كيدا يفتت الجبال الراسيات، ولما فشلوا ولم يحققوا غايتهم، لجئوا إلى مكر أشد وأنكى، لجئوا إلى ضرب المسلمين بالمسلمين، حتى صار بعضهم يكفّر بعضا، ويحل دمه وعرضه.
أيها المسلمون:
ما أحوج المسلمين اليوم في هذا الزمن الذي عظمت فيه المصيبة، وحلَّت به الرزايا العصيبة، وتخطَّف فيه حكامُ المسلمين أحكام الإسلام، فأخذوا ينهشون جسد الأمة مع أعدائها! ما أحوج المسلمين اليوم إلى حديث رسول الله!: “من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم”!، ما أحوج المسلمين اليوم في هذا الزمن إلى الألفة في العقيدة، وإلى إعادة اللحمة إلى البنيان المرصوص!، إلى الدولة والبيت الذي يجمع المسلمين كافة، فالمسلم له حرمةٌ عظيمة، ومكانةٌ كريمة بعيدة عن التكفير الذي يخدم أعداء الدين.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم