مع الحديث الشريف
باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح مسلم، في شرح الإمام النووي “بتصرف” في “باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره”.
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو الأحوص عن أبي حصين عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت“.
لقد ربط الإسلام بين الإيمان بالله واليوم الآخر من جهة وقول الحق والخير والصدق من جهة أخرى، فكان قول الحق والخير أمرا عظيما منبثقا عن عقيدة الإيمان بالله، وقد بين الإسلام الآثار العظيمة التي تترتب على قول الباطل، كالظلم الذي يقع على المجتمع كافة، فكلمة حقّ كافية لبناء المجتمع على أسس من المحبة والرحمة والطمأنينة والمودة، وكلمة باطل كافية لأن تهدم المجتمع بأكمله، لذلك كان هذا التحذير من الرسول عليه الصلاة والسلام ” فليقل خيرا أو ليصمت“.
أيها المسلمون:
ما بال المسلمين اليوم يتكلمون بما لا يفقهون؟ ما بال بعض الجماعات التي لبست ثوب الإسلام وتريد بناء المجتمع على هذا الأساس تتكلم باطلا؟ ما بال بعض العلماء يجعلون الخير شرا والشر خيرا؟ ما بال هؤلاء وأولئك يقفون في صف الباطل، فيتخندقون في صفوف من يذبح الأمة من الوريد إلى الوريد؟ هذا نراه بأعيننا – وللأسف- وبكل وضوح. ألا يرون الفرق بين من يقول لا إله إلا الله وبين من يذبح من يقول لا إله إلا الله؟، ألا فليقولوا خيرا أو ليصمتوا.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم