مع الحديث الشريف
باب جامع أوصاف الإسلام
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح مسلم، في شرح الإمام النووي “بتصرف” في “باب جامع أوصاف الإسلام”.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا ابن نمير وحدثنا قتيبة بن سعيد وإسحق بن إبراهيم جميعا، عن هشام بن عروة عن أبيه عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك وفي حديث أبي أسامة غيرك، قال: “قل آمنت بالله فاستقم“.
الاستقامة هي لزوم الصراط المستقيم، فتستقيم الأقوال والأفعال على الصدق والإخلاص، فلا إيمان بلا عمل، فإذا ذاق الإنسان حلاوة الإيمان، وتمكنت جذوره في قلبه، فإنه يتحرك بكل جوارحه وفق ما يمليه عليه هذا الإيمان، فيتبع قوانينه وأحكامه، إذ أن العمل والاستقامة والالتزام ثمرة للإيمان.
أيها المسلمون:
نعيش اليوم – نحن المسلمين- في غربة بعد أن سيطرت أجواء الفتن والشهوات، فضعف الإيمان في قلوبنا، وفقد الكثير من المسلمين الاستقامة، حتى صار الملتزم بدينه غريبا بين أهله، فلم تعد أحكام الإسلام تؤثر في السلوك، وممّا يدمي القلب ويملؤه حسرة، أننا نتكلم عن رجال الفقه والفكر ممّن يحمل الشهادات، ويقفون يدرسون الناس ويبينون لهم الحلال والحرام، نراهم- وللأسف- بعيدين كل البعد عن مفهوم الاستقامة ولزوم الطريق المستقيم، فأين هؤلاء ممّا يجري للمسلمين في الشام مثلا؟ وأين هم من حكامهم الذين باعوا الأمة بأسواق الغرب برسم السياسة؟ وأين هم من تطبيق أنظمة الكفر ودساتير الغرب بدل تحكيم كتاب الله؟ أين الاستقامة عند هؤلاء وعند غيرهم من المتنفذين ممّا تعيشه الأمة من الشقاء والهوان؟ أين الاستقامة وهم لا يعملون لإيجاد خليفة المسلمين ينقذ الأمة؛ فينفذ فيهم أحكام الله وعلى رأسها الجهاد في سبيل الله؟ ألا يعلمون أنهم مسئولون عن الكرة الأرضية وعن تطبيق الإسلام فيها بدل الكفار الذين تولوا أمرها؟
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم