Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – باب حب الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان

 
 

 

مع الحديث الشريف

باب حب الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان

 

 

 

    نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

     جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب حب الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان”.

 

    حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا ابن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين”.

   لا شك أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم تأتي في المرتبة الثانية بعد محبة الله سبحانه وتعالى، وهذه المحبة واجبة على كل مسلم آمن بالله، لأن الله يقول: “قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ“، فقد ربط الله بينه سبحانه وبين نبيه في هذه الآية الكريمة ربطا محكما في الاتباع، فمن يدعي محبة الله عليه أن يتبع سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم.

 

    إن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يأمر إلا بما يحب الله تعالى، ولا يخبر إلا بما يحب الله عز وجل، فمن كان محبـاً لله تعالى لزمَ أن يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم فيصدقه فيما أخبر ويتأسَّى به عليه الصلاة والسلام فيما فعل، وبهذا الاتباع يصل المؤمن إلى كمال الإيمان وتمامه، ويصل إلى محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

أيها المسلمون:

 

    ومن عجيب ما نرى في هذه الأيام، أن بعض المسلمين لا يلتزم بأحكام الإسلام ويدعي محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، بل والأعجب أن ترى حركات إسلامية قامت على أساس الإسلام لتغيير واقع المسلمين، ولا تلتزم بطريقته صلى الله عليه وسلم في تغيير الواقع، فالرسول صلى الله عليه وسلم رسم لنا طريقا واضحا للتغيير، إلا أن الذين خالفوا هذا الطريقة لم يقفوا عند حد هذه المخالفة الواضحة، بل تجاوزوا ذلك بكثير عندما أدخلوا في الدين ما ليس منه، فتحالفوا مع أعداء الله، وأخذوا منهم كفرهم، أخذوا الديمقراطية وادعوا أنها من الإسلام، وأخذوا العلمانية والرأسمالية والمدنية وغيرها من الأفكار الغربية وادعوا أنهم يحبون الله ورسوله، فأين يقع هذا الحب في كتاب الله؟ وأيُّ حب هذا وأيُّ اتباع؟ نسأل الله العافية من كل ما وقع فيه القوم، ونسأله أن يردهم إلى دينهم وإلى حقيقة محبة رسولهم.

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم