مع الحديث الشريف
حق الله على عباده
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني “بتصرف” في “بَاب اسْمِ الْفَرَسِ وَالْحِمَارِ”.
حدثني إسحاق بن إبراهيم، سمع يحيى بن آدم، حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون عن معاذ رضي الله عنه، قال: كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار، يقال له: عفير، فقال: “يا معاذ: هل تدري حق الله على عباده؟ وما حق العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله، أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا، فقلت: يا رسول الله، أفلا أبشر به الناس، قال: لا تبشرهم فيتكلوا”.
إن الله سبحانه وتعالى أوجد حقا لنا عليه، وهو أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا، فأي عبادة لله فيها شرك مع الله تعني أن صاحبها سيعذبه الله، والله سبحانه غني عن عبادتنا له، ولكنه تكرم علينا بهذا الحق، ومقابل ماذا؟ مقابل أن نعبده ولا نشرك به شيئا.
أيها المسلمون:
أيعقل ما نراه هذه الأيام من أفعال العباد؟ هل بقي لنا من حق لنا على الله؟ والله إنها لإحدى الكُبر، أن نرى إخوتنا في الشام يذبحون صباح مساء، ويموتون بكل الطرق والأساليب وبأبشعها أمام أعيننا، يصور لنا الإعلام التفاصيل، يصور لنا ألوان العذاب وأصوات البكاء وآهات الثكلى ورائحة الموت، فاجعة قبلها فاجعة، تتلوها فاجعة، ساعة بعد ساعة، أكثر من خمس سنوات بساعاتها بل بدقائقها الطويلة والمسلمون يتفرجون، والمسلمون لم يشعروا بما يشعر به أهلنا هناك. “يا معاذ: هل تدري حق الله على عباده؟ .. أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا”، ماذا بقي لكم من العبادة – أيها المسلمون- وقد تركتم إخوانكم وأخواتكم هناك يلتهمهم وحش العصر؟ ماذا بقي لكم من العبادة والله سبحانه أدخل امرأة النار في هرة؟ إن الله وفى بحقّكم فهلا وفيتم أنتم بحقه؟ عودوا إلى خالقكم، واعملوا لإقامة دولتكم لتطبق شرع ربّكم فتُبرئوا ذمتكم أمامه.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم