مع الحديث الشريف – من ظلم من الأرض شيئا
مستمعينا الكرام حياكم الله معنا من إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، نكون وإياكم وحديث جديد في حلقة جديدة من برنامجكم (مع الحديث الشريف)
عن سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “مَنْ ظَلَمَ مِنْ الْأَرْضِ شَيْئًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ”
مستمعينا الكرام: الحديث هذا عام، والعام يبقى على عمومه ما لم يرد دليل يخصصه، لذلك فقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من ظلم من الأرض يكون عام بكل أرض وكل إنسان يأخذ منها بغير وجه حق، سواء الفرد أم الدولة، فإن دخل الفرد في أرض جاره وأخذ من أرضه، أو إن دخل الفرد في الملك العام بظلم، أي استحوذ شيء من أرض العامة لنفسه لينتفع بها لوحده، أو إن أخذت الدولة الأراضي بحكم مكانة مسؤوليها وليس لها ذلك، كأن تأمم الأملاك الخاصة، أو تأخذ من الأملاك العامة لمنفعة أفرادها، كل ذلك يعتبر ظلم وأخذ بدون وجه حق.
وإن فقداننا للحكم بما أنزل الله أفقدنا ليس فقط بعض من أرضنا بظلم أُخذ منا لعدم وجود الرادع ، بل أفقدنا المُحافظ على الأرض المحاسب لمن ظلم، أفقدنا الشعور بالأمان، أصبحنا نرى مساحات شاسعة من أرض المسلمين خراب لم تعمر لأن الدولة وضعت يدها عليها دون وجه حق ومنعت أحد من المساس بها بحكم مكانتها، هذا والأمة تشتكي من ضيق وتعاني الاكتظاظ. كما أن النظام الرأسمالي العفن جعل نظرة بعض المسلمين مجردة من أي خوف من الله وجعلها مقتصرة على المال فقط، دون مراعاة المصدر الذي أتى منه المال أو نمى منه ما يملك، هذه النظرة جعلت ظلم الناس في مالهم والأخذ من حق الغير أمر سهل، جعل هذا النظام كل العلاقات بين البشر مقيدة بالمنفعة، فإن وُجدت وجدت العلاقة وإن لم توجد لا علاقة تربطنا بهم، وأنزل البشر إلى الحضيض حيث الغابة التي يأكل فيها القوي الضعيف.
وصلنا وإياكم لنهاية حلقتنا لهذا اليوم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته