مع الحديث الشريف – باب الدليل على أن من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا فهو مؤمن وإن ارتكب المعاصي
مع الحديث الشريف – باب الدليل على أن من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا فهو مؤمن وإن ارتكب المعاصي
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب الدليل على أن من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا فهو مؤمن وإن ارتكب المعاصي”.
حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر المكي وبشر بن الحكم قالا: حدثنا عبد العزيز عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن العباس بن عبد المطلب، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا“.
أيها المستمعون الكرام:
إن من فضل الرضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا أن يذوق الإنسان طعم الإيمان، وطعم الإيمان هو حلاوته، والمراد بذلك انشراح الصدر وراحة البال والقناعة التامة بهذا الخير العظيم، فلا يتعلق قلبه بغير الله ولا بغير دينه وشرعه ولا بغير نبيه ورسوله، فهو أسعد الناس في هذه الحياة الدنيا، لأنه يذوق شيئا لا يذوقه غيره ألا وهو طعم الإيمان. ولكن عندما تتبدل الأحوال وتتغير الأجواء، ويصبح الإسلام مغيّبا عن واقع الحياة، ويسود الرويبضة من الحكام، وتعيش الأمة بسببهم الضنك والشقاء، عند ذلك يفتر الإيمان ويضعف، وتخفّ حلاوته عند أبناء هذه الأمة.
أيها المسلمون:
إن الله سبحانه وتعالى يثيب من يصبر على هذا الواقع الفاسد، ويثيب من يعمل على تغييره، فيزرع في قلبه الإيمان، فيتذوق وهو عامل صابر محتسب حلاوة للإيمان مضاعفة، كيف لا وقد أسلم قلبه لما أمر به الله ورسوله؟ كيف لا يشعر بهذه الحلاوة وهو يقوم بأعظم عمل يرضي الله على وجه الأرض؟ وهو يقوم بعمل الأنبياء، يعمل لتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فبقدر صعوبة العمل تكون الحلاوة والراحة والرضى والطمأنينة. اللّهم ارزقنا حلاوة الإيمان، واجعلنا ممن رضي بك ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم