مع الحديث الشريف
من أراد الحج فليتعجل
حياكم الله أحبتنا الكرام، يتجدد اللقاء معكم وبرنامجنا مع الحديث الشريف، وخير ما نبدأ به حلقتنا تحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في سنن ابن ماجه كتاب المناسك باب من أراد الخروج إلى الحج
حدثنا علي بن محمد وعمرو بن عبد الله قالا حدثنا وكيع حدثنا إسماعيل أبو إسرائيل عن فضيل بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن الفضل أو أحدهما عن الآخر قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض وتضل الضالة وتعرض الحاجة”.
قوله: (من أراد الحج فليتعجل) أي: يستحب له التعجيل لما في التأخير من تعريضه ومعنى يمرض المريض، أي: من قدر له المرض يمرض فيمنعه ذلك عن الحج.
يحث النبي في هذا الحديث على الاستعجال إلى الحج خوفاً من هجوم الموانع، والعوارض المعوقة، من مرض مقعد، أو شغل بولد أو مال، أو عدو مانع قاطع عن الطريق، وغيرها من أنواع الآفات.
وهذا الحديث: من الأدلة على وجوب الحج على الفورية، كغيره من الأدلة الدالة على ذلك منها قوله تعالى في كتابه: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) (آل عمران: 97). وقوله صلى الله عليه وسلم: «أيـُّـهَا النَّـاسُ، إنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ الْـحَجَّ فَحُجُّوا» رواه مسلم
ولكن في ظل حكام رويبضات لا يخافون الله، عطلوا الحدود، ومنعوا الناس من أداء الفروض على الوجه المطلوب.
فكم من مسلم يسجل لأداء فريضة الحج العام بعد العام، والسلطات ترفض ذلك بسبب سنه أو أن وضعه لا يؤهله للذهاب.
فبعد أن كان الحث من الرسول الكريم صلى الله عليه الصلاة والسلام بالاستعجال قبل وقوع المرض والوهن، أصبح المقياس عند السلطات هو سن الرجل ومدى هرمه ومرضه.
بعد أن كان الخليفة يرعى شؤون رعيته، يبحث عمن لم يحج ليعينه إن كان المانع مادي، ابتلينا بضيق العيش وقلة ذات اليد والموجود لا يكفي المطلوب.
الله نسأل أن يمن علينا بخليفة راشد، يقيم الحدود، ويعيد الأمور إلى نصابها، ويكون هو أمير الحج، يتولى أمور الحجاج من ألفهم إلى يائهم… إنه ولي ذلك، وإنه على كل شيء قدير
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم ومع حديث نبوي آخر، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبته للإذاعة
عفراء تراب