Take a fresh look at your lifestyle.

فشل حركة النهضة في الحكم لا يعني البتة فشل الإسلام السياسي

 

 

فشل حركة النهضة في الحكم لا يعني البتة فشل الإسلام السياسي

 


الخبر:

فيما جاء في افتتاحية جريدة الصحافة في عددها 9486 ليوم الأحد 27/10/2019 بقلم الإعلامي لطفي العربي السنوسي وتحت عنوان “الغنّوشي يستنجد مجدّدا بـ”المعجم الإخواني”..!

ووجّه العربي السنوسي في آخر مقاله كلاما لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ننقله إليكم:

“فهل للرجل عقل عندما يصرّح من “إسطنبول” بأن الإسلام لديه الحل للمشاكل التي يعاني منها العالم العربي..! تصريح لم يقرأ – في الواقع – تاريخ الخراب الذي خلّفه الإسلام السياسي في كل البلاد التي حلّ بها وحكمها…”.

التعليق:

دون الخوض في تفاصيل المقال، فقط أردت تسليط الضوء ورفع اللّبس حول الفكرة الأساسية التي أراد الإعلامي العربي السنوسي إيصالها وترويجها وهي مسألة فشل الإسلام السياسي في الحكم وفي إيجاد حلول حقيقية لمعالجة مشاكل الشعوب.

وهنا نقول، إن فشل هذه الحركات التي تدّعي الصفة الإسلامية لا يعني البتة فشل الإسلام السياسي. وحتى نحكم على فشل الإسلام السياسي، يجب البحث والنظر في حقيقة وصول الإسلام للحكم كنظام شامل لكل مناحي الحياة؛ السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من جوانب الحياة المختلفة، فإذا طبق الإسلام ولم يطبق غيره أو لم يختلط بغيره وفشل في حل مشاكل الحياة المختلفة، أو فشل في إقناع الناس بصحة الحلول المستنبطة من أحكامه وصحة مطابقتها للواقع بعد اجتهاد بشري صحيح منضبط بأصوله، يكون فشله واقعا ملموساً، وهذا لم يحدث أبداً، بل التاريخ يشهد بعكس ذلك تماماً؛ فعندما طبق الإسلام سعدت البشرية كلها حتى البهائم والطيور كان لها نصيب من عدل الإسلام وعدل خلفائه.

فلا يمكن الحديث عن الإسلام السياسي بعيون ثورة الخميني ولا بعيون الحكم في السودان منذ مجيء ما سمي بالحركة الإسلامية ولا حتى بعد ما سمي بثورات الربيع العربي ومجيء “الإسلاميين” للحكم في تونس وفي مصر وفي المغرب، فقد وصلت للحكم حركات تسمى بالإسلامية لكنها بقيت ضمن النظام العلماني؛ ضمن القوانين والدستور والمؤسسات نفسها وإن اختلفت الشخوص والوجوه؛ ضمن العلاقات والمعاهدات والاتفاقيات الدولية السابقة نفسها، ولولا قبولها وتعهدها بالحفاظ على هذه الاتفاقيات والعهود لما وصلت للحكم من الأصل.

ومما يجدر ذكره في الختام، أن من يحرص على ربط فشل الإسلام السياسي بفشل حركات محددة كالإخوان ومن يشاركها في دعاوى الاعتدال والوسطية والتبريرات، هو في إطار التضليل وطمس الحقائق، وهذا الربط ضمن خطة غربية لضرب الإسلام وتشويه صورته عند أهله وفي العالم أجمع، وإظهار الإسلام بمظهر النظام المتخلف الذي لا يصلح للبشرية في عصر الحداثة والتقدم العلمي والتكنولوجي، حتى إذا فشلت هذه النماذج الساذجة في السياسة وفي الحكم، اتخذت ذريعة للإساءة للإسلام وتشويهه وضرب المشروع الإسلامي وخداع الأمة وتضليلها لتقبل بالواقع وتنفضّ عن أصحاب المشروع الحقيقي لإعادة الإسلام واقعا معاشا ومطبقا في جميع مناحي الحياة، وهو أيضا نوع من الترويض للأمة لتقبل بهم بل ولتطالب بعودتهم حتى يأخذوا فرصتهم كما غيرهم، فتصبح قضية الأمة إعادة أشخاص للحكم بعينهم وليست المطالبة والعمل لإعادة الإسلام لواقع الحياة!

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ممدوح بوعزيز
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس

 

2019_10_29_TLK_3_OK.pdf