مع الحديث الشريف
باب فضل شهر رمضان
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح مسلم، في شرح الإمام النووي “بتصرف” في “باب فضل شهر رمضان”.
حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا: حدثنا إسماعيل وهو ابن جعفر عن أبي سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين”.
لقد هيأ الله لكم الأجواء كي تتعبدوه في هذا الشهر الكريم، فقد فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين، فهذا وحده كافٍ كي ينطلق المسلم بقوة نحو العبادة وطاعة رب العالمين، وسواء كان المقصود بتصفيد الشياطين “أن الله يعصم فيه المسلمين أو أكثرهم في الأغلب من المعاصي فلا يخلص إليهم فيه الشياطين كما كانوا يخلصون إليهم في سائر السنة” كما ورد عند ابن حجر العسقلاني، أم كان المقصود “تقل عن الصائمين الذين حافظوا على شروطه وروعيت آدابه، أم المقصود المصفد بعض الشياطين وهم المردة لا كلهم كما ورد في بعض الروايات، أو المقصود تقليل الشرور فيه، فإن الأجواء قد وجدت، وما على المسلم إلا الدخول في هذا الشهر بنية الطاعة والقربى لله سبحانه.
أيها المسلمون:
أبى حكامكم في هذا الزمان إلا أن يعكروا هذه الأجواء الإيمانية الطاهرة، أبى حكامكم إلا أن يقوموا مكان الشياطين المصفّدة، فأفسدوا على الناس رمضانهم وعباداتهم، وصنعوا لهم رمضانا على مقاسهم ووفق أهوائهم، سلسلة من البرامج التلفزيونية الساقطة، تقوم مكان الصلوات، وإفطارات جماعية على أنغام وألحان وأصوات ورقصات، وغير ذلك كثير… إنها سقاطة العصر، إنها إفرازات حكامكم شياطين الإنس التي تنتظر من يصفدها، بل من يجتثها من فوق الأرض.
نعم -أيها المسلمون- هذا ما ستفعله دولة الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة، القائمة قريبا بإذن الله تعالى، فانتظروا موعود ربكم أيها الشياطين، إنا قادمون.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم