قمة روسيا – أفريقيا:
القادة الأفارقة يبيعون أفريقيا إلى مقدمي العروض الرأسمالية
(مترجم)
الخبر:
حضر رؤساء دول أكثر من 40 دولة أفريقية أول قمة بين أفريقيا وروسيا في سوتشي. واستضاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القمة التي استمرت يومي 23 و24 تشرين الأول/أكتوبر 2019 إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي ركز بشكل أساسي على صفقات الأعمال مع أفريقيا وكذلك على الأمن. في مقابلة سابقة أجرتها خدمة الأخبار تاس التي تديرها الدولة ونشرت يوم الاثنين، 21 تشرين الأول/أكتوبر 2019، قال بوتين: “إن القمة التي استمرت لمدة يومين… هي محاولة لإحياء علاقات الحرب الباردة السابقة، عندما تحالفت الأنظمة الأفريقية في كثير من الأحيان مع موسكو في المنافسة الأيديولوجية مع الولايات المتحدة قبل انهيار الاتحاد السوفيتي”، إنه “حدث غير مسبوق ومعياري”.
التعليق:
في آذار/مارس 2014، بدأ الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا وأستراليا واليابان وسويسرا ونيوزيلندا وأيسلندا وغيرها، في فرض عقوبات على روسيا بسبب ضم شبه جزيرة القرم. أدت العقوبات إلى انكماش الاقتصاد الروسي، الذي يعد من أقوى الدول نفوذاً في العالم. تعد القمة أحدث الجهود المتجددة لإنقاذ اقتصادها الراكد الذي سجل نمواً بنسبة 1٪ فقط هذا العام من 2.3٪ في عام 2018. والجدير بالذكر أن القوى الكبرى تنهب بالفعل موارد أفريقيا الاستخراجية من خلال ما يسمى بـ”تجمعات تطوير الأعمال” كمنتدى الأعمال الأمريكي الأفريقي، ومنتدى التعاون الصيني الأفريقي ومؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية (TICAD) وما إلى ذلك. وعلى الرغم من تصدير روسيا للمواد الغذائية بقيمة 25 مليار دولار وأسلحة بقيمة مليار دولار إلى أفريقيا، إلا أنها نقطة بالمحيط مقارنة بالصين، التي حققت ربحاً بقيمة 204 مليارات دولار في تبادل السلع مع أفريقيا. من ناحية أخرى، تبلغ تجارة روسيا مع أفريقيا 26 مليار دولار! لذلك، تهدف موسكو إلى الاستفادة من القمة لإعطاء دفعة لمنافسة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين كلاعبين استراتيجيين في القارة الغنية بالموارد.
من الواضح أن قيادة بوتين تتوق إلى حد كبير إلى ثروة أفريقيا وتأمل في تعظيم تجارته مع القارة. وفقاً لوكالة الأنباء الحكومية التابعة له، فقد شهدت القمة عقد اتفاقيات تجارية مع بعض الزعماء الأفارقة تشمل التكنولوجيا النووية والتعدين والصناعات النووية. لقد حددت بالفعل مبلغاً قيمته 190 مليار دولار لاستثماراتها في البنية التحتية التي تحقق ربحاً قدره 7 مليارات دولار. خلال السنوات الماضية، كانت استثمارات موسكو محدودة في شمال أفريقيا، ومن الواضح من القمة أن موسكو تريد الآن تنويع استثماراتها في أجزاء أخرى من أفريقيا.
تستثمر موسكو في قدرات عسكرية جديدة، بما في ذلك الأنظمة النووية التي لا تزال تشكل التهديد الوجودي الأكثر أهمية للولايات المتحدة. إن تصدير الأسلحة إلى أفريقيا هو محاولة من روسيا للتدخل في الشؤون السياسية الداخلية لبعض الدول الأفريقية لكسب العملاء الذين سوف يدفعون جشعها في نهب أفريقيا. ومع ذلك، نظراً لأن غالبية الحكومات الأفريقية إن لم تكن جميعها تخضع لتأثير أوروبا والولايات المتحدة، وبسبب الضعف السياسي في روسيا مقارنة بالولايات المتحدة وأوروبا، تواجه هذه المحاولة نكسة كبيرة. تتمتع روسيا بوجود عسكري في جمهورية أفريقيا الوسطى، والذي يوصف بأنه “مهم من الناحية الاستراتيجية” و”منطقة عازلة بين الشمال المسلم والجنوب النصراني”. في رواندا، التي يبدو أن لها علاقات وثيقة مع روسيا في الآونة الأخيرة، وقعت حكومتها بالفعل اتفاقية مع روسيا لإنشاء محطة نووية بحلول عام 2024.
يستغل الرأسماليون من جانب ثروة أفريقيا بحجة الحفاظ على أمن وحفظ وحماية البيئة الأفريقية وشطب ديونها. وعلى الجانب الآخر القادة الأفارقة الذين تحت راية برامج التنمية؛ لقد كان القادة الأفارقة وسطاء أذكياء في بيع أفريقيا لأعلى مزايدين رأسماليين في مقابل فتات بسيط ينتهي به الأمر إلى التسبب في ضرر أكثر من نفعه لكل من بلدانهم ومواطنيهم. في كينيا على سبيل المثال، فإن برنامج SGR، الذي تم تمويله من خلال قرض قيمته 324 مليار شلن كيني، قد فقد فيه 60٪ من موظفي محطات شحن الحاويات وظائفهم في أعقاب توجيه الدولة لنقل جميع الحاويات من البضائع المستوردة من مومباسا إلى نيروبي بواسطة معيار السكك الحديدية بدلا من الطرق!
يجب أن تعرف أفريقيا أن روسيا والصين وأمريكا وأوروبا كلها دول رأسمالية ولديها مصالح خاصة في أفريقيا. الصفقات التجارية مع القارة هي مجرد صراع جديد على مواردها. إنهم يعدون الأرض في أفريقيا من خلال الاستكشافات على الأرض وتحت سطح البحر، ورشوة المسؤولين الحكوميين الأفارقة، وزيادة الإنفاق العسكري لـ”مهمة السلام” في جميع أنحاء القارة وعدة زيارات رئاسية لتأمين الولاء السياسي لصادرات النفط والغاز. تقرأ الشركات الغربية الضخمة والحكومات الأفريقية من نفس نص الرأسمالية، وبالتالي فإن الثروة الناتجة عن جميع الصادرات تميل إلى أن تتوزع فيما بينها لتترك الناس العاديين يعانون من الفقر المدقع. الخلافة هي الدولة الوحيدة التي ستحمي ثروات القارة المباركة بشكل كبير عن طريق قطع العلاقات مع الدول الرأسمالية، وبذلك تزيل الصور المزعجة للجوع والمرض والأمية إلى قارة أفريقية غنية وصحية ومتقدمة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شعبان معلم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في كينيا