Take a fresh look at your lifestyle.

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون﴾ (مترجم)

 

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

“الدولة الإسلامية” تؤكد وفاة القائد أبو بكر البغدادي. (يورو نيوز)

 

التعليق:

 

موت البغدادي نهاية طبيعية لوجود ما يسمى من غير حق بتنظيم الدولة الإسلامية.

 

لقد قيل بما فيه الكفاية عن أخطاء هذا التنظيم، وعدم تطابق أفعاله مع أحكام الشريعة الإسلامية وإلحاق الأذى بالإسلام والمسلمين ومشروع الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

 

في هذه المقالة، أود أن أنتقد التأكيدات الواسعة للخبراء الغربيين التي تسببت في عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في الوقت الحاضر في البلاد الإسلامية، لأن الإسلام يمر بمرحلة تحوّل وإصلاح تشبه المرحلة التي مرت بها النصرانية في أوروبا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. يزعم مؤيدو هذه الفكرة أن الأحكام الإسلامية بحاجة إلى مراجعة وإصلاح عاجلاً أم آجلاً تحت ضغط الرأسمالية العلمانية والديمقراطية.

 

لدحض هذه النظرية قبل كل شيء يجب أن نذكر الآيات التالية من القرآن الكريم ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾، الله تعالى جعل محمدا r خاتم الرسل، وجعل الإسلام آخر الرسالات. ويقول الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾، هذه الآيات القرآنية كافية لنا، نحن المسلمين، للاعتقاد بأن كل محاولات تحريف الإسلام محكوم عليها بالفشل، وأن النصر حليف الإسلام حتما.

 

على الرغم من أنه لا بد من تفنيد الأقوال التي لا أساس لها من الصحة والتي تدعي أن هناك تشابها بين الأوضاع الحالية للأمة الإسلامية والنصرانية قديماً في أوروبا. وسأعدد بعض أهم هذه الفروقات:

 

1. التغييرات الثورية في أوروبا كانت نتيجة لانتفاضات الجماهير ضد الملكية الدينية النصرانية. أما بالنسبة للبلاد الإسلامية، فقد كان هدم الدولة العثمانية نتيجة لاحتلال الدول الاستعمارية الغربية التي طلبت من الدمية مصطفى كمال إلغاء الخلافة خلافاً لإرادة الأمة الإسلامية.

 

2. كانت التغييرات في أوروبا ناتجة عن الإطاحة بالسلطات الدينية، الذين سموا أنفسهم مسيحيين، واستغلوا وقمعوا شعوب الدول الأوروبية، التي ثارت في النهاية ضد هؤلاء الحكام وثبتت المبادئ العلمانية. أما بالنسبة للبلاد الإسلامية اليوم، فمعروف أنه تطبق فيها الأنظمة العلمانية، التي تمنع بقوة كل الحركات الإسلامية التي تدعو إلى التغيير وتسعى إلى استعادة العظمة للمسلمين على أساس الشريعة الإسلامية.

 

3. أدت الثورات في أوروبا إلى إضعاف تأثير النصرانية في المجتمع. أما بالنسبة للبلاد الإسلامية في الوقت الحاضر، فالإسلام على النقيض، فإن تأثيره على عقول الناس وحتى على الحكام العلمانيين يتعزز من يوم إلى آخر.

 

هذه ثلاث حالات فقط للاختلاف بين ما حدث في أوروبا في الماضي وما يحدث اليوم في الأمة الإسلامية. يمكن رفد هذه القائمة بعشرات الاختلافات الأخرى.

 

وإن كنا نريد أن نتحدث عن نقاط متشابهة لهذه الحالات المختلفة تماماً، فبإمكاننا أن نشير إلى تشابه واحد. أدت المواجهة المذكورة أعلاه في أوروبا إلى إحداث ثورة أسفرت عن نهاية النظام القديم ونشوء نظام جديد من القيم والقواعد.

 

مما لا شك فيه أن هذا الشيء سيحدث في البلاد الإسلامية، حيث سيهزم المبدأ الإسلامي العلمانية والرأسمالية والديمقراطية التي تفرض على الأمة بالقوة، وكل هذا سيؤدي إلى تسليط الضوء على البلاد الإسلامية من خلال عدالة الحكم الإسلامي في ظل الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فضل أمزاييف

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا

2019_11_07_TLK_1_OK.pdf