مع من تقف سفارات الغرب في لبنان؟
الخبر:
أمين عام حزب إيران في لبنان يقول إن أحزابا وسفارات تمول الحراك، مشككا في عفويته.
التعليق:
إنه من النفاق أن يتهم أي طرف سياسي فاعل في لبنان طرفاً آخر بتهمة تلقي تمويل من الخارج. كون أهل البلد يدركون تماما أن كافة الأطراف في لبنان مدعومة من الخارج ولا يوجد أي طرف في السلطة لديه أدنى استقلالية في القرار السياسي. فما بالك بأن يخرج زعيم حزب ويتهم الحراك بأنه ممول من الخارج! وهو نفسه يكرر دائما بأن سلاح حزبه وعتاده ورواتب موظفيه جميعها بتمويل من إيران وأنه لا يملك قراره السياسي بل يتبع أوامر دولة إيران!
ومن المشاهد للقيادات التي تعاملت علناً مع الخارج، نذكر:
رئيس الجمهورية الحالي ميشال عون والذي تم انتخابه رئيسا للبنان بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للمنطقة وزيارة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأمريكي السيناتور روبرت كوركر بيروت في أيلول سنة 2016. وقبل أن يأتي الرئيس عون إلى لبنان سنة 2005 ذهب بنفسه إلى الكونغرس الأمريكي سنة 2004 خلال نقاش قانون محاسبة سوريا بصفة شاهد. وهنا نسأل، ألا يعتبر هذا السلوك تعاملاً مع الخارج واستعانة به؟ علماً أن النظام السوري أخرج من لبنان من خلال ضغط شعبي بعد مظاهرة 14 آذار سنة 2005 وليس بفعل قرار محاسبة سوريا الأمريكي.
وأما رئيس الوزراء سعد الحريري فهو يمشي على هوى حكام آل سعود. فإن كان هواهم بريطانياً، كما كان إبان حكم عبد الله، كانت سياسته معادية لعملاء أمريكا في لبنان ومتحالفة مع من يدينون بالولاء لبريطانيا. وحين أصبح هواهم أمريكياً مع مجيء الملك سلمان، كان ما يسمى بـ”التسوية الرئاسية” والتحالف مع من عاداهم سابقاً وأصبح رئيسا للوزراء إلى أن أسقطه مؤخراً الشارع المنتفض.
وأيضا رئيس مجلس النواب نبيه بري، فهو رئيس المجلس منذ أن استلم النظام السوري لبنان؛ وذلك بعد أن وكلت أمريكا هذا النظام زمام الأمور إثر اجتماع السفير الأمريكي ريتشارد مورفي مع حافظ أسد سنة 1988 ولاحقاً سنة 1989، من خلال ما يسمى باتفاق الطائف وهذا الاتفاق يُعتبر أمريكي الصنع والإخراج والتنفيذ. وما النظام السوري إلا أداة رخيصة تنفذ أوامر سيدها الأمريكي.
وأما المناصب المهمة في الدولة؛ فحاكم مصرف لبنان تم فرض التجديد له بأمر من أمريكا وأمريكا هي من عينته بدايةً حاكماً لمصرف لبنان سنة 1993 عن طريق رفيق الحريري والنظام السوري بعد أن كان في منصب نائب رئيس لشركة ميريل لينش أحد عمالقة المال في أمريكا.
وأما قائد الجيش الحالي فتعيينه جاء بعد زيارة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأمريكي لبيروت. والجيش اللبناني يتم تسليحه وتدريبه من أمريكا حصرا. وحاولت بريطانيا من خلال السعودية عبد الله ربط الجيش اللبناني بفرنسا عبر ما سمي بالهبة السعودية ولكن مع مجيء سلمان تم إلغاء الهبة.
إنه من السخافة والغباء أن يوجه من هو غارق حتى النخاع في العمالة للخارج التهمة ذاتها لشباب كفروا بالوسط السياسي العميل ورفعوا شعار “كلهم يعني كلهم”!
إن الغرب هو من قام بدعم عملائه علناً. فلقد أعلن في مؤتمر سيدر دعمه للسلطة، ووعد بالمليارات ومدح الطاقم السياسي الفاسد قبل الانتخابات النيابية الأخيرة بشهر! والغرب وجميع الطاقم السياسي الساقط أيّد ورقة الحريري “الإصلاحية”! والحراك المستقل هو من أسقطها وأسقط من بعدها الحكومة دون أي دعم خارجي وبعكس إرادة الخارج.
إن العاقل يدرك تماما من ينفذ الأجندة الغربية ومن يتمتع بالاستقلالية في لبنان. والعاقل الصادق يعلم تماما أن الوسط السياسي الفاسد في لبنان هو عميل للغرب وعدو لأهل لبنان. هذا الوسط السياسي أصبح اليوم في حالة عزلة بعد أن كشفه الناس. وسيبقى هناك من يحاول ضرب الحراك بوسائل وأساليب شتى. إما من خلال استمالته وتمييعه أو ركوب موجته وتغيير وجهته أو تقسيمه طائفياً وإصباغه بلون معين تمهيداً لعزله أو التحريض ضده ورميه بالاتهامات أو استعمال القوة المادية ضده، لكن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء. فلبنان ككيان سياسي بأحزابه العميلة ونظامه السياسي الطائفي الفاشل واقتصاده المنهار قد وصل لمرحلة الهرم والعجز. وأي تغيير جذري في الأمة الإسلامية سيكون لبنان وأهله جاهزين ليكونوا جزءاً منه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد اللطيف داعوق
نائب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان