Take a fresh look at your lifestyle.

الصحراء الكبرى والهيدروجين الحيوي

 

 

الصحراء الكبرى والهيدروجين الحيوي

 


الخبر:

قال رئيس الحزب الديمقراطي الحر في ألمانيا اليوم الثلاثاء إنه يرى في الإنتاج الموسع لـ”الهيدروجين الأخضر” في شمال أفريقيا وجنوب أوروبا مخرجا لسد حاجة ألمانيا من الطاقة النظيفة.

وقال كريستيان ليندنر، في الورقة التي تتضمن موقف الحزب بهذا الشأن، والتي أعلن عنها ليندنر اليوم في برلين، إن “هيدروجين الصحراء” يمكن أن يحل مكان النفط كأهم مصدر للطاقة الأولية.

وأضاف: “علينا أن نتناول هذا الموضوع بشكل أوروبي، وربما استطعنا مد جسر إلى شمال أفريقيا.. فلتفكروا مرة بشكل موسع، فلتفكروا مرة بشكل يتجاوز الحدود الألمانية”.

وطالب بتوفير 500 مليون يورو سنويا عبر مجموعة بنوك “كيه إف دبليو” وبنك الاستثمار الأوروبي، اعتبارا من عام 2021 من أجل خلق حوافز للاستثمارات الخاصة في الإنتاج الصناعي للهيدروجين الحيوي في جنوب أوروبا وشمال أفريقيا.

وقال ليندنر إن هذا الهيدروجين الحيوي أصبح بالفعل اليوم قادرا على المنافسة.

ورأى أن على الحكومة الألمانية أن تدعم إنتاج الطاقة باستخدام الهيدروجين الحيوي إذا كانت تريد تحريك الاستثمار في هذا المصدر من الطاقة النظيفة، تماما كما تدعم المحركات الكهربائية في قطاع السيارات.

 

التعليق:

من ناحية علمية فإن إنتاج الهيدروجين الحيوي يتم من خلال استغلال أنواع من البكترييا والطحالب عن طريق مجموعة من الإنزيمات، ومع بعض التعديلات الوراثية فقد استطاع العلماء رفع مقدرة البكتيريا المنتجة للهيدروجين.

هذه الاكتشافات أضيف إليها اكتشاف قدرة نوع خاص من البكتيريا تسمى “كالديسليولوسيربتر ساكتشاروليتكس” على إنتاج الهيدروجين وتعيش هذه البكتريا في الأماكن الحارة جدا.

وهنا يأتي دور الصحراء واستغلال درجات الحرارة العالية فيها من أجل إنتاج الهيدروجين.

فبالنسبة للسياسي الألماني فإن إنتاج هذا النوع من الوقود بتكلفة بسيطة مع قرب الصحراء لأوروبا يعتبر أمرا مشجعا للاستثمار فيه من أجل مصلحة بلاده قبل كل شيء.

اللافت في الأمر أن هذا السياسي لا يعنيه إن كانت البلاد التي يمكن إنتاج هذا الوقود فيها – مثل المغرب والجزائر – ستسمح لهم أم لا، أو أنها ستنتفع من هذا الإنتاج أم لا، لأن حكام بلادنا ليسوا في مقام صاحب الإرادة الذي يُستأذن بل في مقام العبد عند دول الغرب.

وستأتي الشركات الكبرى لتحتكر الهواء والرمال كما احتكرت النفط والثروات، وتبقى الشعوب في فقر وعوز وهي تعوم على رمال من ذهب، فوقها ذهب وتحتها ذهب ولكنه لغيرها ذهب!

هذا الحال سيبقى طالما بقيت الأمة هكذا بدون دولة مبدئية ترعى شؤونها خير الرعاية وتنتفع من ثرواتها وتنعم بها قبل غيرها… فمن غير الخلافة الراشدة على منهاج النبوة يفعل ذلك؟

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. حسام الدين مصطفى

 

2019_11_14_TLK_1_OK.pdf