فرنسا المتطرفة
الخبر:
ليلة السبت الماضي، كُتب على حائط مسجد السلام في مدينة غاب بفرنسا علامات وكلمات مسيئة للإسلام والمسلمين مصحوبة برسالة تهديد ووعيد. وقد تبنى هذا العمل مجموعة تحمل اسم “حزب فرنسا حرة”. (لودوفيني)
التعليق:
لم يكن هذا العمل المتطرف هو الأول من نوعه في فرنسا ولا حتى في مناطق أخرى، حيث تتالت خلال الأشهر الأخيرة هجمات ضد المسلمين في بلاد الغرب. فعلى سبيل المثال، منذ أقل من شهر حاول كلود سينكي وهو عسكري سابق، ومرشح سابق باسم الحزب اليميني المتطرف الجبهة الوطنية، حاول إحراق مسجد في مدينة بايون بفرنسا وأطلق النار على مسلمين فأصاب أحدهما مباشرة في عنقه، في حين أصيب الرجل الثاني في ذراعه.
وتزامنت هذه الأعمال الإرهابية مع إظهار سياسات متطرفة تتقصد الإسلام والمسلمين في بلاد الغرب، فقد صوت مجلس الشيوخ الفرنسي الثلاثاء 29 تشرين الأول/أكتوبر على مشروع قانون يمنع ارتداء الخمار على مرافقات التلاميذ في النزهات المدرسية. وصوت نواب مجلس الشيوخ (الغرفة العليا في البرلمان الفرنسي) بأغلبية 163 صوتا مقابل 114، لصالح المشروع الذي يتوجب عرضه على الجمعية العامة لكي يتم تبنيه بصفة نهائية.
رغم تشدق بلاد الغرب وخاصة فرنسا بقيم الحرية الشخصية وحرية المعتقد فإنها تناقض نفسها حينما يتعلق الأمر بالإسلام وانتشاره، ففي هذه الحالة تسن قوانين متطرفة وديكتاتورية ظنا منها أنها تستطيع محاربة المسلمين والتضييق عليهم وجعلهم في حالة ضعف، وهي تجهل بسبب غبائها أن المسلم إذا ما حاربته في دينه أو عرضه فإنه يثور ولا يسكت مما يؤدي حتما إلى انقلاب السحر على الساحر.
إن الغرب يخشى حاليا من الإسلام والمسلمين وهم على وضعهم الحالي دون دولة، فماذا سيفعل حين تعود دولة الإسلام ويرأسها معتصم يجيش الجيوش لمجرد انتهاك أي عرض من أعراض المسلمين؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نذير بن صالح – ولاية تونس