Take a fresh look at your lifestyle.

مفتي مصر بين الخروج عن المألوف ومحاولة إشغال الأمة عن قضيتها المصيرية!

 

 

مفتي مصر بين الخروج عن المألوف ومحاولة إشغال الأمة عن قضيتها المصيرية!

 

الغرب في صراعه مع الأمة يسعى جاهدا لحرفها عن قضيتها المصيرية وهي إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تطبق الإسلام عليها في الداخل وتحمله للعالم وتضع أحكامه موضع التطبيق وتجعلها هي الحاكم والمتحكم في القضايا الدولية. ولأن الغرب هو المتحكم الآن فهو يحاول فرض نوع الصراع وأدواته على الأمة ليشغلها عن القضية التي تعيدها دولة فاعلة في المسرح الدولي؛ ففي محاولة جديدة لنقل الصراع مع الأمة لدائرة تشغلها عن قضيتها المصيرية خرج علينا مفتي مصر خلال الندوة التي نظمتها جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، بعنوان “دور المؤسسات الدينية في توعية الشباب بمخاطر التكنولوجيا”، وبدعوى أنه حسم عددا من القضايا الشائكة قائلا “الإسلام لم يأمرنا بالحجاب ورفض الزواج المبكر والسري والعرفي لخطورته على المجتمع، وكذلك أنه لا مانع في الاختلاط بين الطلاب طالما قائم على الاحترام والتبجيل“، حسبما نقل الموجز في 2019/11/27م، وتابع المفتي، حديثه مع الطلاب، قائلا: “لماذا جاءت الرسالات؟ موضحا أنها جاءت لصالح الإنسان واتخاذه إلى طريق البناء والرشاد والعمران وتحقيق بناء لجميع الإنسانية وليس للمسلمين فقط”. وأردف مفتي الديار المصرية، أن القرآن أكد على أن الرسول جاء رحمة للعالمين سواء الإنسان، أو الجماد أو النبات، وكان شيخ الأزهر قد أوضح في لقاء سابق أن الحجاب بمعنى غطاء الرأس أُمر به نساء المسلمين في القرآن الكريم، وأجمعت الأمة عليه، ولكن المرأة التي لا ترتديه ليست خارجة عن الإسلام، مشيرا إلى أن حكمها أنها امرأة عاصية آثمة كبقية المعاصي، وهذه المعصية ليست من الكبائر، فترك الحجاب كالكذب أو أقل.

 

بعيدا عما قيل في الحجاب وحصر شيخ الأزهر له في غطاء الرأس دون بيان ما نص عليه الشرع في وصف واقع حجاب المرأة وزيها، وادعائه بأن الله لم يأمر به، وإباحة الاختلاط على إطلاقه، بينما حرم الزواج المبكر… نقول: بعيدا عن كل هذا لأنه بعمومه عرض لمرض الأمة العضال وهو غياب الحكم بالإسلام، ولأنه مرتبط بأحكام شرعية ونصوص أرشدت إليها، لا مجال لإباحة ما حرم منها ولا تحريم ما أباحه الشرع فيها والصراع حولها هو انشغال عن القضية المصيرية التي تصلح وتعالج كل قضايا الأمة وهي إعادة تحكيم الإسلام من خلال الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ويكفينا القول إن مثل تلك القضايا لا تحتاج من الدولة حينها سوى لقرار يصدره الخليفة ملزم لكل الأمة، فلا جدال فيما لا طائل منه، فما مثل هؤلاء الذين استأجرهم الغرب وألبسهم لباس العلماء في محاولة هدمهم لأحكام الإسلام إلا كمثل من يحاول أن يطفئ نور الشمس بنفخ فيه!

 

بخلاف ما في قولهم من مخالفة لفطرة الناس وخروج عن المألوف لدى الأمة ومحاولة لتصغير وتقزيم حجم الإثم الواقع من المعصية، بينما واجبهم أن يحثوا الناس على التزام الطاعة في كل أوامر الله ونواهيه، لا في مسألة الحجاب وحدها بل في كل الأحكام الشرعية وأولها وعلى رأسها تحكيم الإسلام في دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وحث الحكام وأهل القوة على وضع الإسلام موضع التطبيق فورا، هذا دورهم وواجبهم، وهو ما نلزمهم به الآن وسنسألهم عنه أمام الله يوم القيامة.

 

يا علماء الكنانة، يا أحفاد العز بن عبد السلام سلطان العلماء بحق! كيف بربكم يخرج هذا القول من بين طياتكم ولا يسمع لكم صوت، العالِم لا يسكت تقية ولو سكت العالم وتكلم الجاهل بجهله فمن يقيم حجة الله في الأرض؟! إنكم مسؤولون أمام الله عز وجل عن تغييب شرعه وتحكيم قوانين الغرب تحت سمعكم وبصركم، فلا تخذلوا دينكم وشرعكم وعقيدتكم التي أورثكم نبيكم واستأمنكم ربكم فتضيعوا وتضيّعوا الأمة معكم، ولا تكونوا كمن خذل علياً رضي الله عنه حتى قال (فيا عجباً! عجباً والله يميت القلب ويجلب الهم من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم، فقبحاً لكم وترحاً حين صرتم غرضاً يُرمى يُغار عليكم ولا تغيرون وتُغْزَوْن ولا تَغْزون، ويُعصى الله وترضون)، ووالله إنه لأشد من المعصية وتشريعِها رضاكُم عنها وإقرارُكم لها، وإضفاء الشرعية عليها أمام من يثق بكم وبعلمكم من الناس، فلا تقفوا موقفا يسألكم الله يوم القيامة لم وقفتموه؟ فتقولوا خشية فلان! والله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين، فأعلنوها صريحة لله عز وجل براءة من هذا النظام وقوانينه وأحكامه التي تخالف ما علمتم من كتاب الله وسنة نبيه واتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم، ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ﴾، وطالبوا به حكما عدلا يصلح حال الناس، وحرضوا الناس شعبا وجيشا على حمله وتبنيه والمطالبة به، فأنتم أنتم الملح الذي يحتاجه الناس ويتطلعون إليه فقولوها خالصة لله تستعيدوا مجدكم وسلطان جدكم العز الذي قال (لقد استحضرت عظمة الله أمامي فصار السلطان أمامي كالهر) وقد كان هؤلاء سلاطين بحق ورجالاً يخشاهم ملوك الدنيا كلها، فكيف بحكام زماننا هؤلاء وحالهم وعمالتهم وجبنهم لا يخفى على أحد؟! فاستحضروا عظمة الله أمامكم واحتضنوا شباب حزب التحرير العاملين المخلصين لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وطالبوا معهم بإقامتها ووضع الإسلام من خلالها موضع التطبيق، وحرضوا المخلصين في جيش الكنانة على نصرتهم وتمكينهم معكم من تطبيق الإسلام في دولته فعسى يسمعكم رجل رشيد، يعيد سيرة الأنصار فتقام بكم وفيكم فتفوزوا فوزا عظيما… اللهم عجل بها واجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها اللهم آمين.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سعيد فضل

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

 

2019_11_28_Art_Statements_by_the_Mufti_of_Egypt_on_the_Islamic_headscarf_AR_OK.pdf