مع الحديث الشريف
باب “فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم”
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في باب “فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم”.
حدثنا عبد الله بن محمد المسندي قال: حدثنا أبو روح الحرمي بن عمارة قال: حدثنا شعبة عن واقد بن محمد قال: سمعت أبي يحدث عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله”.
أيها المستمعون الكرام:
لا يجوز أبدا تركُ الكفار على الكفر، لا يجيز الإسلام أبدا أن تبقى عواصم الكفر على الكفر، لا يجيز الإسلام أبدا أن تبقى الكرة الأرضية تعج بالكفر؛ والمسلمون يظنون أنهم سالمون أمام الله مما يجري لهم ولغيرهم من كوارث ومصائب بسبب تحكيم دساتير كفر قائمة على “لا أريكم إلا ما أرى”، نعم لن تكون الأمة بمنأى عن سؤال ربها لها عن نفسها وعن غيرها من الأمم.
نعم- أيها المسلمون- هذه حقيقة علّمنا إياها نبيّنا الكريم، “أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله”، وهذا تطبيق أبي بكر رضي الله عنه لها عندما استل سيفه وقال: والله لأقاتلنّ من فرق بين الصلاة والزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، فالصلاة من حق الإسلام أيها المسلمون، والزكاة من حق الإسلام، وكل حكم غير مطبق هو من حق الإسلام، وإعادة خلافة المسلمين التي تطبق جلّ هذه الأحكام والتي غابت طيلة هذه القرون من حق الإسلام، والعمل مع العاملين المخلصين لإيجادها من حق الإسلام. ألا ثوبوا إلى رشدكم أيها المسلمون، أقيموا دولتكم، ونصّبوا خليفتكم وطبقوا شرع ربكم، واحملوا الإسلام إلى الناس رسالة هدى ونور وسعادة، وكفى المسلمين ما كان.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم