مع الحديث الشريف
مرض عضال من أثر الكافر المستعمر
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حدثنا محمد بن الصباح وأبو بكر بن خلاد، قالا: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به” سنن ابن ماجه.
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، أما بعد،
إن هذا الحديث ليدلّ دلالة لا شك فيها على حكم لا جدال فيه، اتفق عليه الفقهاء وقالوا فيه قولاً واحداً، في حدّ فعل من أفعال قوم لوط عليه السلام، وهو قتل من مارس هذا الفعل الشنيع، سواءٌ أكان فاعلاً أم مفعولاً به برضا.
إن من قصص الأمم الغابرة التي أخبر بها القرآن العظيم قصة قوم لوط، والعقوبة التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على قوم بأكملهم لفعلهم القبيح الذي لا يرتضيه سبحانه وتعالى للناس. ولم يكن تحريم الله سبحانه وتعالى لشيء أو فعل أبداً للتضييق على الناس، فالله سبحانه وتعالى يعلم ما ينفع الناس وما لا ينفعهم، فهو القاهر فوق عباده، له عز وجل حق التشريع ونحن علينا واجب التنفيذ. ومما حرمه الله عز وجل فعل قوم لوط، الذي تقشعر منه الأبدان وتنكره العقول السليمة.
لقد أجمعت المجتمعات منذ نشأتها على أن مثل هذا الفعل غير مقبول، وينكر على فاعله ويعاقب، ولم تتغير هذه النظرة إلا في هذا العصر المنخفض فكرياً، فمثل هذا الفعل القبيح وغيره ما هي إلا نتائج طبيعية لما جاء به أهل الفكر الغربي الجاهل بطبيعة البشر وحاجاتهم وغرائزهم، الذين أصبح لهم صوتٌ يُسمع فقاموا بإباحة ما يمارسونه من أفعال دنيئة. وكما يزرع الغرب أفكاراً فاسدة فسيحصد الفساد والإفساد، لأن أفكاره تخل بالنظام الذي يسير عليه المجتمع، والتي للأسف انتشرت في بلادنا الإسلامية، التي هي مزارع فكرية له، حتى تجاوز الفساد مدنه وبلاده إلى مدننا وبلادنا، فأصبحنا نجد في بلادنا من يحاكي هذا الشذوذ ويقلده، بل إن حكامنا أقروه رغبة في إفساد المجتمع أكثر مما أفسده المستعمر، وليس حباً و”إنسانية” كما يدّعون، ولا ليناً في التعامل، بل سعياً لنقل هذا المرض إلى مجتمعنا لتدميره بالكامل، حتى نبقى عبيداً للغرب تبعاً لسياسته الفاسدة.
فالله نسأل أن يعيذنا من أمثال هؤلاء الشواذ، وأن يخلصنا ممن أعانهم على فعلتهم، وأن يعجّل عز وجل بالفرج بتحكيم شرعه عز وجل علينا وعليهم.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح