Take a fresh look at your lifestyle.

حين تُتّهم الدولة بالفساد من رئيسها!!

 

 

حين تُتّهم الدولة بالفساد من رئيسها!!

 

الخبر:


في تصريح إعلامي للسيد قيس سعيد رئيس تونس قال إن سيارات إسعاف تبرع بها مواطنون بالخارج حجزت في الديوانة لأكثر من ثلاث سنوات بينما تمر المخدرات بكل سهولة، وأرجع هذا الى البيروقراطية وفساد التشريعات التي تحتاج إلى مراجعة، وعبر أعضاء المكتب التنفيذي لنقابة الديوانة في اتصال مع الصريح عن استياء الديوانة من تصريحات رئيس الجمهورية قيس سعيد وشددت على أن الدوريات الديوانية تقوم بواجبها اليومي في الإطاحة بشبكات تهريب المخدرات.

التعليق:

عندما يخرج رئيس دولة للإعلام ويتهم أجهزة دولته بالفساد يقف الحليم حيرانا، هل المتحدث هو إعلامي جاء لينقل لنا خبرا؟ أم محلل سياسي يشرح لنا ظاهرة ويستخلص أسبابها وتبعاتها؟ هل يعي المتكلم ما هو المنصب الذي يتبوّأه؟ هل أصبح الرئيس في عهد دول الضرار وزمن الرويبضات يقف دورُه عند وصف الفساد وذمّه ثم النوح مع النائحين لتغول الفاسدين؟ فإن كان رئيس الدولة يفضح الفساد ويعريه دون أن يزيله فلمن يشتكي المستضعفون وبمن يلوذ المضطهدون؟!!

يقول الرسول الأعظم e: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ». تغيير المنكر باليد من أوجب واجبات ولي الأمر فهو المسؤول الأول أمام الله ثم أمام الأمة، فإن تخلف عن واجبه قوّمته الأخيرة وأطرته على الحق أطرا، فلا يقبل من الإمام ذكر المفسدة دون إزالتها! ونحن أمام هذا الوضع المزري لا نجد من معنى لتصريحات رئيس الدولة إلا إحدى القبيحتين: إما أن هذا الرئيس من ضمن منظومة الفساد ويفتعل الطُّهر ليمتص غضب الناس وسخطهم وذلك بالتطبيع مع الفساد وبث الخذلان والإحباط في الأنفس، وإما أن يكون عاجزا عن التغيير لا حول له ولا قوة وإنما ألبس كساء أعظم منه! وبذلك يكون دمية يتستر وراءه الفاسدون المفسدون لاستدامة الخراب والدمار… وفي هذه الحالة يكون من الصدق والأمانة أن يتنحى ويسند الأمر إلى أهله من المخلصين القادرين على استئصال المنكر وإزالة شأفته.

ولا يفوتنا بالمناسبة أن نهمس في آذان من تحمسوا للانتخابات وحرضوا عليها، ها أنتم قد نجحتم في إيصال الرجل الذي رأيتم فيه النزاهة ونظافة اليد، وها هو اليوم يصرح عاجزا عن أي تغيير، وقد سبق وحذرنا ونبهنا أن التغيير لا يكون بالانخراط في أحابيل الانتخابات الديمقراطية واستبدال أشخاص بآخرين خاصة وهم يقدسون الدستور الوضعي الوضيع، بل إن الخلاص في قلع النظام من جذوره وأوله هذا الدستور وما انبثق عنه من قوانين غاشمة، واجتثاث المستعمر ورجالاته العملاء من صدارة المشهد السياسي ووضع كتاب الله وسنة رسوله موضع التطبيق الفوري ممن أفنوا أعمارهم لنصرة دين الحق، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
طارق رافع – ولاية تونس

 

2019_12_07_TLK_2_OK.pdf