يا أردوغان! كما أن جلد الخنزير لا يصلح للدباغة فكذلك حلف الناتو لا يصلح للموالاة!
الخبر:
خلال مؤتمر في أنقرة قبل انطلاقه لحضور قمة الناتو قال أردوغان: “إن علاقاتنا الطيبة مع روسيا ودول أخرى ليست بديلا عن علاقتنا مع حلفائنا بل هي متممة لها بكل ما للكلمة من معنى، إن مظلة الأمن التي وفرها الناتو مهمة جدا بالنسبة لنا، إلا أن هذا التحالف بحاجة إلى تجديد وهذا أمر واضح للعيان”. (صحيفة الصباح 2019/12/03)
التعليق:
إن اتخاذ العدو الكافر وليا لهي العداوة بالنسبة للصاحب الحقيقي، كما هي خيانة للأصدقاء الحقيقيين. إن استحالة اتخاذ العدو صديقا أمر واضح؛ كما أن أمريكا وروسيا الكافرتين وحلف الناتو الكافر أعداء. إن من يتقرب إلى الأعداء لا يأمن شرهم، كما أنه لا يصح لأحد أن يظهر الولاء والتقرب للعدو بأي حال من الأحوال.
كما أنه لا يصح أن ننسى أنه مهما أبدى كل من أمريكا والناتو حسن النية أو أظهروا التقرب فإنه لا يؤمَن لهما جانب، فقد يظهرون شرهم في وقت لا يتوقعه أحد، لأن مشاعر العداوة فيهم متجذرة إلى درجة أنه يصعب انتزاعها منهم.
أليس أردوغان صاحب هذه المقولة “بدلا من الظرفية والواقعية فإننا سنعمل على ترسيخ أحكام ديننا لكي تصبح مركز التنبؤ في حياتنا حتى ولو تجشمتها نفوسنا”؟ فكيف يتخذ أمريكا وروسيا وأوروبا والناتو أولياء وحلفاء، ثم يثق بمظلة الأمن ويحتمي تحت درعهم؟ إذ إن الذي يعمل على ترسيخ أحكام دينه لكي تصبح مركز التنبؤ في حياته لا يمكن له أن يخاطب كلا من بوتين وترامب قائلا لكل واحد منهما “يا صديقي”، ولا يمكن له أن يستظل تحت مظلة أمان الناتو، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾، ويقول سبحانه: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾.
على ضوء هذه الآيات فإن المسلم الصادق مع الله فضلا عن الذي يقول: “بدلا من الظرفية والواقعية فإننا سنعمل على ترسيخ أحكام ديننا لكي تصبح مركز التنبؤ في حياتنا حتى ولو تجشمتها نفوسنا”؛ لا يجوز له أن يوالي أعداء الله ويعادي أولياءه. إن من يوالي أمريكا وروسيا ويحبهما إلى حد الشغف إما أنه يتودد إلى الأعداء تودد العاشق وإما أنها مظهر من مظاهر البله والحمق.
سرعان ما نسي أردوغان جرائم روسيا في سوريا حيث قتلت 35 ألف شخص في السنوات الأخيرة، هذا فضلا عما قامت به من جرائم وظلم في الشيشان في الماضي، وما قامت به كل من أمريكا والناتو ظلما وعدوانا في احتلالهما لأفغانستان والجرائم البشعة التي ارتكبوها هناك، وما قامت به أمريكا في العراق وغيره من بلاد المسلمين من ظلم وبطش وتعذيب وقتل للأبرياء!
ترى متى سيعرف أردوغان الوجه الحقيقي لأمريكا والناتو وبقية الدول الغربية التي تتظاهر بدور الحليف بينما هي أشد الأعداء عداوة وأكثرهم لؤماً وخبثا؟! متى سينظر أردوغان للأحداث بفراسة لكي لا يلدغ من الجحر نفسه مرتين بحيث لا يَخدع ولا يُخدع، فلا يؤذي أحدا ولا يأذن لأحد أن يؤذي أحدا من المسلمين؟
إذا كان أردوغان يبحث عن ركن متين يأوي إليه أو عن مظلة يستظل بها فإنها الدولة الإسلامية، فإن الدولة الإسلامية ظلت لعقود من الزمن تحمي المسلمين والمظلومين وتقض مضاجع الأعداء. فإن كان أردوغان لا يريد أن يكون ذيلاً لأمريكا أو بجانب روسيا أو تحت مظلة الناتو، بل إذا كان يريد أن يقود البشرية فضلا عن أمريكا وروسيا، فعليه أن يعلن الخلافة الراشدة بدل أن يمثل دور العثمانيين، أو على الأقل أن يدعم إقامة الخلافة.
إن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله ستعيد أمجاد المسلمين وعزتهم وستكون الشعلة التي تحمل الهدى والنور إلى العالم أجمع.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أرجان تكين باش