Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – باب اتباع الجنائز من الإيمان

 
 

مع الحديث الشريف

باب اتباع الجنائز من الإيمان

 

 

 

    نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

     جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب اتباع الجنائز من الإيمان”.

 

   حدثنا أحمد بن عبد الله بن علي المنجوفي قال: حدثنا روح قال حدثنا عوف عن الحسن ومحمد عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط”.

  إن تتبع المسلم لجنازة أخيه عند موته عبادة من العبادات التي حث الإسلام عليها، فقوله صلى الله عليه وسلم إيمانا واحتسابا، يعني أن هذا الفعل خصلة من الإيمان، والقيام به طلبا للأجر، وأي أجر؟ إنه أجر كبير بحجم جبل أحد.

 

أيها المسلمون:

 

   هذا هو دين الله وعدله وكرمه وعطاؤه، هذا هو تقدير الله للمسلم ميتا، فكيف تقديره له حيا؟ لا شك أنه أكبر بكثير، فكل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه، كما قال صلى الله عليه وسلم، ولكن ما نراه هذه الأيام من مصائب ومن احتقار للمسلم حيا وميتا من قبل الكفار وأشقيائهم من حكام الضرار لهو جريمة في حق الإنسان على كافة الصعد، وأي جريمة أكبر من أن يقتل الإنسان بأسلحة فتاكة تبعثر جسده إربا متطايرة في كل اتجاه؟ وأي جريمة أكبر من أن يقتل الإنسان ثم يحرق جسده ليصبح وجبة شواء للآكلين؟ وأي جريمة أكبر من أن يدفن حيا تحت أنقاض بيته بعد أن يدمر البيت عليه وعلى زوجته وأطفاله؟

 

   نعم أيها المسلمون، يحدث هذا وغيره الكثير في حق المسلمين لأنهم مسلمون، لأنهم طالبوا بتطبيق أحكام الإسلام، أحكام الله الحكم العدل، فهلا عرف الناس الفرق بين من يتبع الجنازة وبين من يضع القنابل داخل الجثة المحمولة لتنفجر أثناء تشييع الجنازة؟ ألا حسبنا الله ونعم الوكيل.

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشد على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم