ذاب الثلج وبان المرج ملطخاً قذراً
الخبر:
نشر موقع “روسيا اليوم” يوم الجمعة الموافق 2019/12/06م أن السعودية ترى أن لدى الحوثيين دورا في مستقبل اليمن، مشيرة إلى أن هناك إمكانية للتوصل إلى تهدئة في البلاد تتبعها تسوية للأزمة، وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، عادل الجبير، خلال مشاركته في مؤتمر “الحوار المتوسطي” في روما، إن الحل الوحيد في اليمن سياسي، وأشار إلى أن “كل اليمنيين بمن فيهم الحوثيون لهم دور في مستقبل اليمن”.
التعليق:
منذ أكثر من أربع سنوات وأهلنا في اليمن يعانون من حرب طاحنة لم تبق ولم تذر، أهرقت فيها دماء زكية، وأهلك الجوع والمرض بسببها أطفالا بريئة طاهرة، دمرت البيوت على رؤوس ساكنيها، وانقلبت حفلات الزفاف إلى مجالس بكاء وعزاء، كل ذلك في حرب شنها حكام آل سعود وحكام الإمارات المجرمون من أجل إرجاع ما يسمى “الشرعية” إلى كرسي الحكم في اليمن والقضاء على الحوثيين، إلا أن حقيقة تلك الحرب ليست كما يزعم هؤلاء الرويبضات، وإنما هي – كما بين حزب التحرير مرارا وتكرارا – صراع على النفوذ في اليمن بين بريطانيا وأمريكا، هي حرب قذرة يقوم بها حكام السعودية والإمارات، عبيد هاتين الدولتين الاستعماريتين لإبقاء اليمن بموقعه الاستراتيجي وثرواته تحت قبضة الاستعمار، حتى ولو كان الثمن هو تدمير اليمن وسفك دم أهله.
لقد لعب حكام آل سعود، عملاء أمريكا، هم والحوثيون ومن ورائهم فزاعة أمريكا إيران، لقد لعبوا جميعهم دورا خبيثا إجراميا، لا يقل في هذا عن دور حكام الإمارات، عملاء الإنجليز، فجعلوا من أرض اليمن ساحة حرب ومن أهل اليمن وقودا لحرب لا غاية منها إلا تثبيت النفوذ الأمريكي أو النفوذ البريطاني، قاتلهم الله أنى يؤفكون! ولطالما قام حكام آل سعود بخداع الناس بأن حربهم القذرة هي ضد الحوثيين وللقضاء على قوتهم، كونهم يهددون ما يسمى بالشرعية، إلا أن الله يأبى إلا أن يفضح هؤلاء القتلة المجرمين، فقد صدر عن مسؤولي السعودية أكثر من تلميح بل تصريح إلى ضرورة إشراك الحوثيين في إيجاد حل لمشكلة اليمن، وكان آخرها ما جاء على لسان عادل الجبير في الخبر أعلاه، وهو “أن حل الأزمة الوحيد هو حل سياسي يتشارك من خلاله كل اليمنيين بمن فيهم الحوثيون في حكم البلاد”، إن ما يجهله الكثيرون هو أن السعودية عملت على تقوية الحوثيين لا إضعافهم.
بعد هذا كله نقول: ألم يأن لأهلنا في اليمن الكريم وأبنائهم من عساكر وضباط ومليشيات، أن يعوا أن قتالهم وتناحرهم ودماءهم التي أهرقت قد استُغلت ولا زالت لتحقيق مآرب الكفار المستعمرين؟ ألم يأن لهم أن يعرفوا صديقهم من عدوهم وأن يلتفوا حول من صدقهم القول وحذرهم من بداية هذه الحرب؛ أن حكام السعودية وحكام الإمارات يتآمرون عليهم؟ ألم يئن الأوان أن يلتف أهل اليمن، مدنيين وجنودا وضباطاً، حول حزب التحرير ويسلموه القيادة لإخراج البلاد من أتون هذه الحرب المدمرة فيعمل على توحيد اليمن مع سائر بلاد المسلمين في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ويقودها لما فيه خير الدنيا والآخرة؟
بلى والله قد آن الأوان، ولم يعد لمن تأخرعن الركب من برهان أو حجة يلقي بها بين يدي مولاه، إلا من رحم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد بليبل