مع الحديث الشريف
باب ما يذكر في المناولة وكتاب أهل العلم بالعلم إلى البلدان
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب ما يذكر في المناولة وكتاب أهل العلم بالعلم إلى البلدان”
حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح، عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أن عبد الله بن عباس أخبره، “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه رجلا وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى فلما قرأه مزقه”.
هذا الحديث يأخذنا إلى حكم شرعي لا بد من تطبيقه، ألا وهو دعوة الناس إلى الإسلام وعدم تركهم على الكفر، فالإسلام دين ليس كغيره من الأديان، فهو الدين الذي حمّل الله به عباده المسئولية على الناس، فكان فعل الرسول صلى الله عليه وسلم حكما وتشريعا لا بد للمسلمين أن يدينوا به، ولا بد أن يتعبدوا الله بتطبيقه.
أيها المسلمون:
أين هذا الحكم الشرعي في حياة المسلمين اليوم؟! بل أين من يرسل للغرب الكافر اليوم كتبا؟! أين من يخاطب حكام العالم اليوم بما خاطب به الرسول صلى الله عليه وسلم حكام الأمس؟! لا شك أن واقع حكام المسلمين اليوم أبعد ما يكون عن هذا الخطاب المطلوب، إذ أن الخسة والعمالة نخرت عظام هؤلاء الأذلاء، ودب مرض الانبطاح فيهم جميعا دون استثناء، فقد أخذوا بقاعدة “خذوا الأرض”، وبنوا عليها جميع قراراتهم، حتى صار العلاج مستعصيا فيهم، فأصبحنا وهذه الحال ننعى وجودهم حكاما على أمة الإسلام، وأصبحت الأمة تبحث عن البديل الذي يرسل كتبا لقادة الغرب يدعوهم للإسلام بلغة أسلم تسلم.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم