مشرّف خائن لله ولرسوله r وللمؤمنين
الخبر:
وجدت محكمة خاصة في إسلام أباد يوم الثلاثاء 17 كانون الأول/ديسمبر 2019 أن الحاكم العسكري السابق المتقاعد الجنرال برويز مشرف، مذنباً بتهمة الخيانة العظمى، وحُكم عليه بالإعدام بموجب المادة 6 من الدستور. وفي رد فعل سريع على الحُكم، صرح الجناح الإعلامي للقوات المسلحة (ISPR) بأن “القرار الذي أصدرته المحكمة الخاصة بشأن الجنرال برويز مشرف، قد نزل علينا بكثير من الألم والحزن لأنه طال رتبة رفيعة من القوات المسلحة الباكستانية”.
التعليق:
وصل مشرف إلى السلطة بعد الإطاحة برئيس الوزراء آنذاك نواز شريف في انقلاب غير دموي في عام 1999. وفي عملية تطهير سيئة السمعة في عام 2007، فرض مشرف حالة الطوارئ ووضع عدة قضاة كبار تحت الإقامة الجبرية في إسلام أباد وأماكن أخرى من باكستان. وتم توقيفه في قضية خيانة في كانون الأول/ديسمبر من عام 2013، عندما عادت حكومة نواز شريف إلى السلطة. وتنص المادة 6 من الدستور على ما يلي: “أي شخص يقوم بإلغاء أو تخريب أو تعليق أو محاولة إلغاء أو تخريب أو تعليق الدستور باستخدام القوة أو التلويح بها بأي شكل غير دستوري يكون مذنبا بالخيانة العظمى” وعقوبة الخيانة العظمى هي الموت أو السجن مدى الحياة، وفقا لقانون الخيانة العظمى لعام 1973.
ليس هناك من شك في أن مشرف خائن، ولكن ليس لأنه علّق العمل بدستور باكستان، لأن الدستور ليس مستنبطا من القرآن والسنة، وهو دستور من صنع الإنسان، وهو مجرد امتداد لقانون الهند لعام 1935، الذي حكم من خلاله البريطانيون المستعمرون شبه القارة الهندية في أيامهم الأخيرة وليس له أية قيمة في نظر الإسلام. وبما أن دستور باكستان من صنع الإنسان، فإن البرلمان له حق تغييره، وحق تعليق بعض مواد منه بحجة الطوارئ، للحفاظ على المصالح الشخصية أو مصالح أسياد النظام الذين يجلسون في واشنطن. وبالمثل، فقد يُلغي الديكتاتور العسكري أو يعلق دستور باكستان، لأنه دستور من صنع الإنسان، لمعارضته المصالح الشخصية أو مصالح أسياده الأمريكيين. إنّ الـ72 عاماً من تاريخ باكستان مليئة بمثل هذه الحوادث، حيث قام الحكام الديمقراطيون والعسكريون بتغيير أو تعليق دستور باكستان، باسم المصلحة الوطنية، والذي كان دائماً لخدمة مصالحهم الشخصية أو الأمريكية.
مشرف خائن لأنه خان الله سبحانه وتعالى ورسوله r والمسلمين. ولأول مرة في تاريخ باكستان، فقد جاء مشرف بفكرة تقسيم كشمير إلى خمس مناطق؛ اثنتين تحت سيطرة باكستان، واثنتين تحت السيطرة الهندية ومنطقة واحدة مستقلة، وهذه الفكرة هي الخطة الأمريكية لكشمير، وقد سمح مشرف للهند ببناء سياج طوله 740 كيلومتراً على طول خط السيطرة، والذي كانت باكستان تعارض بناءه على أساس أن هذه ليست حدوداً دائمة، ولكنه خط لوقف إطلاق النار فقط والذي لا يحق للهند أن تبني مثل هذا السياج على امتداده. وسماح مشرف للهند ببناء هذا السور منع المجاهدين من باكستان من الذهاب إلى كشمير المحتلة ومحاربة القوات الهندية. وأعلن أن جميع جماعات المجاهدين الكشميريين محظورة وأنهم “إرهابيون”، رغم أنهم كانوا يقاتلون ضد القوات الهندية في كشمير المحتلة. وسمح مشرف لأمريكا بغزو أفغانستان، والإطاحة بالنظام المقرّب لباكستان وأن تستبدل به نظاما معادياً لباكستان وموالياً للهند في كابول. وقد اعترف هو نفسه في كتابه سيئ السمعة “في خط النار” بأنه قتل واعتقل العديد من المجاهدين الذين كانوا يأتون إلى باكستان، هرباً من قصف طائرات الحرب الأمريكية. واعترف أيضاً في الكتاب نفسه أنه أخذ أموالاً مقابل خدماته في أسْر المجاهدين وعائلاتهم وتسليمهم للولايات المتحدة. وسمح للطائرات الأمريكية بدون طيار بالطيران في أجواء باكستان للهجوم على المسلمين الذين يعيشون في المناطق القبلية في باكستان، ما أدى إلى مقتل مئات المسلمين الأبرياء. وفي حادثة واحدة فقط، قُتل فيها أكثر من ثمانين مسلما، معظمهم من الأطفال، في مدرسة إسلامية بطائرة أمريكية بدون طيار في باجور. وقد قصف المسجد الأحمر في إسلام آباد وقتل مئات المسلمين بوابل من الرصاص والحرق بالفوسفور الأبيض، وسمح مشرف لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) والجيش الأمريكي الخاص، وشبكة ريموند ديفيس وبلاك ووتر، سمح لهم جميعا بالعمل في جميع أنحاء باكستان، وبالتجول بحرية حتى في أكثر الأماكن حساسية، واختطف عافية صديقي مع أطفالها الثلاثة وسلّمهم إلى الولايات المتحدة. ويداه تقطران من دماء المسلمين وأقبح الذنوب والجرائم. فمن المؤكد أن مشرف خائن للإسلام والمسلمين وعقوبته هي الموت في هذه الحياة الدنيا وعقوبته في الآخرة أشد وأعظم. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَعَدَ اللّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شاهزاد شيخ
نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان