نفائس ثمرات رجب-الطريقة الوحيدة للتخلص من هيمنة الكفار البغيضة على بلاد المسلمين
الطريقة الوحيدة للتخلص من هيمنة الكفار البغيضة على بلاد المسلمين، وكذلك من تسلّط عملائهم، هي بإقامة دولة الخلافة التي فرض الله على المسلمين إقامتها، وأن يتوحد المسلمون تحت رايتها. فالإسلام يوجب على المسلمين أن يكونوا في دولة واحدة وأن يكون لهم خليفة واحد. يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخَرَ منهما)، وهذا يعني وجوب وحدة الخلافة للمسلمين. وبإقامة ذلك يصبح المسلمون أقوياء من جديد، وعندها تضع دولة الخلافة نهاية لجميع الطغاة والظالمين الذين يتحكمون في رقاب المسلمين، ومن ثم تتخلص سائر بلاد المسلمين من نفوذ الدول الكافرة المستعمرة مثل الولايات المتحدة التي تنهب ثروات البلاد، فتعود هذه الثروات لأهلها، ينفقها الخليفة في أبوابها الشرعية، لسد الحاجات الأساسية للرعية، وتمكينهم من إشباع الحاجات الكمالية، عن طريق تداول الثروة وتنميتها في جميع أجزاء الدولة، فإنْ كان جزءٌ فقيراً في ثروته الطبيعية وآخر غنياً فيها، فإن جميع أجزاء الدولة تنتفع بهذه الثروة لأنها ملكية عامة للمسلمين. هكذا تحل المشاكل الاقتصادية في بلاد المسلمين، باعتبارها بلداً واحداً في ثروته ومصادره. وعليه فإنكم إذا أردتم أيها المسلمون المحافظة على ثروتكم من أطماع الدول الكافرة المستعمرة، وإذا أردتم الانتفاع بهذه الثروة، وأن تستعيدوا قوتكم وعظمتكم، فاعملوا بجد لأن يتوحد المسلمون في دولة خلافة واحدة، واعلموا أن الله ينصركم إن نصرتموه كما قال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}.
واعلموا،كذلك أن الأمة الإسلامية، أمة واحدة، لا تصح تجزئتها، بل هي كالجسد الواحد كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).
وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ