المعيار المزدوج للرأسماليين يفضح أيديولوجيتهم الزائفة
( مترجم )
الخبر:
ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن مجلس الوزراء الهندي قد وافق على تمويل لإجراء إحصاء سكاني وإجراء مسح للسكان العام المقبل على الرغم من احتجاجات استمرت لأسابيع على قانون الجنسية الذي يقول النقاد بأنه معادٍ للمسلمين.
تقول السلطات إن السجل الوطني السكاني المحدّث سيكون عبارة عن قائمة شاملة لجميع السكان. ومع ذلك، يقول النقاد إنها ستكون قائمة لـ”المواطنين المشكوك فيهم” وعليهم إثبات أنهم هنود. وقد قتل أكثر من 20 شخصاً في الاحتجاجات ضد قانون الجنسية.
وتقول السلطات إن الهدف من هذا السجل الوطني السكاني هو إنشاء قاعدة بيانات شاملة للهوية لكل “مقيم عادي” في البلاد.
“المقيم العادي” هو الشخص الذي عاش في منطقة لمدة ستة أشهر على الأقل أو شخص يخطط للعيش في منطقة لمدة ستة أشهر أو أكثر. وهذا يعني أن الأجانب الذين يعيشون في الهند سيتم تضمينهم في السجل الوطني السكاني.
ويقول المنتقدون إن السجل الوطني السكاني هو الخطوة الأولى نحو إنشاء ما يسمى بالسجل الوطني للمواطنين مثيرٍ للجدل سيتم تبنيه من حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، لكن الحكومة نفت ذلك. وقد تم بالفعل إنشاء هذا السجل في ولاية آسام الشمالية الشرقية.
ويوم الثلاثاء، نظم الآلاف مسيرة احتجاج أخرى في العاصمة دلهي، على الرغم من أن الشرطة فرضت قانوناً يمنع الناس من التجمع.
وخلال الأسبوعين الماضيين، احتشد مئات الآلاف في الشوارع في مدينتي بنغالور الجنوبية وتشيناي ( مدراس سابقاً ) . في عطلة نهاية الأسبوع، ونظم ما يقرب من 300 ألف شخص مسيرة احتجاج في مدينة جايبور الشمالية.
التعليق:
لقد دعمت الدول الغربية الاستعمارية الهند على الرغم من احتلالها لكشمير، واعتقالها للمسلمين في آسام، واضطهادها التاريخي والممنهج للمذابح على أيدي السياسيين من حزب بهاراتيا جاناتا، مثل مودي.
وتم انتخاب ترامب في أمريكا بينما وعد بمنع المسلمين من دخول أمريكا. وتسجن الصين ملايين من المسلمين الإيغور في تركستان الشرقية، لمجرد كونهم مسلمين. في الوقت الذي يشجع فيه حكّام المسلمين الخائنون، مثل عمران، وأردوغان وسلمان، مثل هذا الاضطهاد، أو غض الطرف عن ذلك، أو يقدمون في أفضل الأحوال كلمات إدانة فارغة وذرف دموع التماسيح، لكنهم لا يمكن أن يخدعوا أحداً أكثر من ذلك لتقصيرهم في حماية المسلمين والدفاع عنهم في الداخل، ناهيك عن الخارج.
كراهية المسلمين تسري في عروق نظام مودي حتى إنهم لا يتظاهرون بإخفائه.
بالنسبة لقضية مواطنة المسلمين في الهند، فإننا لا نحتج ضد حقيقة عدم حصولنا على الجنسية الهندية، بل ضد المعايير المزدوجة التي تعامل بها الأمة.
مَن هذا الذي يريد أن يكون مواطناً في دولة هشة وضعيفة لدرجة أن هندوس الهند أنفسهم أدت بهم أيديولوجية هندوتفا أن يوضعوا على القائمة بصفتهم أقلية؟!
هذه المعايير المزدوجة الآن متوقعة من أتباع المبدأ الرأسمالي العلماني. إنها السمة المميزة للمبادئ الباطلة. لا تفرز الرأسمالية والديمقراطية إلاّ دولاً فاسدة أينما ذهبت.
لا يوجد في الإسلام مثل هذه المعايير المزدوجة فيما يتعلق برعايا الدولة الإسلامية.
لن يصبح أبناء الأمة الإسلامية رعايا حقاً إلاّ في ظلّ الخلافة على منهاج النبوة. إن الدولة الإسلامية التي أقامها الرسول r لن تحمي المسلمين فقط بل كل رعاياها، بل ستقوم بحمل الدعوة الإسلامية بقوة لتقضي على النظام الرأسمالي الظالم في العالم.
إنّ الأنظمة الديمقراطية في جميع أنحاء العالم تضطهد العرقيات الصغيرة، وخاصة المسلمين ضمن الواقع الحالي بسبب الانتشار الواسع للإسلام.
لكن، الإسلام وحده هو الذي استطاع تأمين حقوق كل الرعايا، بغض النظر عن عرقهم أو دينهم، ليعيشوا في أمان دون ظلم. لم يكن هذا بمثابة معروف من المسلمين بل هو شريعة الله، الخالق الذي يحدد هذه السياسة. إنها ليست سياسة خاضعة لأهواء الأحزاب أو الدول أو الحكام الذين يبدلون ويغيرون وفقاً لمصالح مجموعة أو أخرى.
يتعرض المسلمون اليوم للاضطهاد في كل مكان، على أيدي الديمقراطيين والرأسماليين، لأننا نتمسك بمفهوم وحدة الأمة، الأمة الواحدة التي لا تعترف بالقومية المصطنعة التي وضعها المستعمرون لكي يفرقونا بها.
لكن هذه هي نتائج وجود الحكام العملاء الذين تخلّوا عن الأمة وباعوها للغرب الكافر المستعمر للسيطرة عليها.
لا يجب أن يكون المسلمون بلا جنسية على يد الهند، لأن الهند نفسها أصبحت بلا هوية منذ هدم الخلافة قبل مائة عام تقريباً.
يقول رسول الله r : «إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ»، إنه فقط خليفة المسلمين الذي يحكم بما أنزل الله، وهو الذي يمكنه استعادة الهوية والكرامة لجميع المسلمين. هو الوحيد الذي يمكنه الدفاع عنهم وحمايتهم من السجن ظلماً والإبادة الجماعية والقمع الذي نشهده اليوم في الهند وغيرها. وحده فقط القادر على إفشال خطط الولايات المتحدة في البلاد الإسلامية، محطماً “أخاند بهارات” ( الهند الكبرى ) من خلال توحيد أفغانستان والخليج الفارسي وآسيا الوسطى مع باكستان بالخلافة. عندها لن تجرؤ الدولة الهندية على مواصلة احتلالها لكشمير أو اضطهاد المسلمين الذين يعيشون في الهند.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يحيى نسبت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا