Take a fresh look at your lifestyle.

سيناريو الثنائي “روسيا – تركيا” يُستنسخ في ليبيا

 

سيناريو الثنائي “روسيا – تركيا” يُستنسخ في ليبيا

 

 

 

الخبر:

 

سي إن إن – أعلن أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات شرق ليبيا المعروفة باسم “الجيش الوطني الليبي” والتي يقودها المشير خليفة حفتر، وقف إطلاق النار في مناطق غرب ليبيا، الأحد، على أن تلتزم حكومة الوفاق الليبية برئاسة السراج في ذلك.

 

وتوعد المسماري برد قاس على أي خرق لهذه الهدنة التي تأتي بعد أشهر على العمليات التي أطلقها حفتر ضد من وصفهم بـ”المجموعات الإرهابية” في طرابلس.

 

من جهتها علقت حكومة الوفاق الليبية في بيان، قالت فيه: “استجابة لدعوة رئيس الجمهورية التركية والسيد رئيس جمهورية روسيا الاتحادية لوقف إطلاق النار، يعلن رئيس المجلس الرئاسي القائد الأعلى للجيش الليبي وقف إطلاق النار الذي يبدأ من الساعة 00:00 بتاريخ الـ12 كانون الثاني/يناير 2020”.

 

التعليق:

 

استطاعت أمريكا بإدخالها كلا من روسيا على خط الصراع الليبي أن تسحب البساط من تحت أرجل أوروبا ولو جزئيا فتجعلها أضعف تأثيرا في المشهد الليبي.

 

فمن جهة أعطت أمريكا لروسيا ضوءها الأخضر للتدخل ودعم عميلها حفتر، وظهرت شركة “فاغنر” الأمنية الروسية في ليبيا. ثم أوعزت لأردوغان بأن يدخل على الخط ويدعم حكومة السراج بتوقيع اتفاقات أمنية معها ثم بإرسال قوات إلى ليبيا.

 

هناك الكثير من الفصائل العسكرية المنضوية تحت لواء حكومة السراج تعتبر “إسلامية معتدلة”، ولتركيا معها اتصالات قبل هذا التدخل، ومن السهل على تركيا جر تلك الجماعات إلى حتفها كما فعلت في سوريا حين دفعت بالفصائل الموالية لها لتسليم المناطق إلى المجرم بشار، وبذلك فإن تركيا تخوض في ليبيا معركة أخذ الولاءات وإضعاف حكومة السراج أمام حفتر.

 

من جهة أخرى فإن التدخل الليبي قد تجعله مصر – السيسي حجة لإرسال قوات وإظهار دعمها العسكري لحفتر بشكل علني.

 

إن دخول روسيا وتركيا على الخط يعيد للأذهان السيناريو الذي حصل ويحصل في سوريا وما أداه ذلك إلى بسط النظام سيطرته على مناطق لم يكن يحلم باستعادتها، وارتماء الفصائل في حضن تركيا حتى أوردتها وأوردت الشعب المهالك تلو المهالك بدءا بسقوط حلب والآن إدلب…

 

هناك بلا شك فرق في الوقائع على الأرض في ليبيا لجهة تبعية طرفي النزاع الليبي لأمريكا وأوروبا ولكن الدور الروسي التركي واحد ويخدم أمريكا.

 

إعلان هدنة اليوم لا يعني انتهاء الصراع والنزاع بل قد يتبعه المزيد من سفك الدماء من الطرفين.

 

يقول العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير: “فإنه من المؤلم أن تكون بلاد المسلمين ساحة قتال يتسابق فيها الكفار المستعمرون بأدوات من بني جلدتنا خدمة لمصالح الكفر وأهله، موالاة من الحكام في بلاد المسلمين للكفار ليبقوهم على كراسيهم المعوجة المكسورة! ولا يعلم هؤلاء الحكام أن العاقبة للمتقين، للإسلام وأهله، ومن ثم يندمون ولات حين مندم”.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 م. حسام الدين مصطفى

2020_01_13_TLK_4_OK.pdf