Take a fresh look at your lifestyle.

لا تركنوا لأمريكا، الشيطان الأكبر

 

لا تركنوا لأمريكا، الشيطان الأكبر

 

 

 

الخبر:

 

تقوم أمريكا منذ فترة بقتل القيادات الأمنية والعسكرية التابعة لإيران، وكان أهمها اللواء سليماني والمهندس في العراق وغيرهما قبل وبعد ذلك في سوريا.

 

التعليق:

 

قبل التعليق لا بد من استعراض العلاقة التي كانت ولا زالت تربط حكام إيران بأمريكا لتوضيح الأمور للشعوب التي يتوجب عليها المحاسبة.

 

بعد احتواء أمريكا لحكام إيران وبخاصة بعد الحرب العراقية الإيرانية التي دامت من سنة 1980 لغاية 1988م، والتي صرح بوش الرئيس الأمريكي وقتها بصراحة أنه يهدف من الحرب الاحتواء المزدوج لكليهما.

 

والمقصود هنا باحتواء إيران، وهو ما يهمنا في هذا التعليق، أن لا تخرج عما تطلبه منها أمريكا في سياستها الخارجية وأن تتخلى عن تصدير الثورة والتي كانت تؤثر على كل المسلمين اعتقادا منهم أنها الدولة الإسلامية الجامعة التي ينتظرونها وأن يهتموا بتصدير الفكر المذهبي الذي يناسب خطط أمريكا الخبيثة والتي شجعت الفكر المذهبي الآخر عن طريق حكام آل سعود لإيجاد الحقد والعداء والتكفير بين المسلمين أبناء الدين الواحد ليقاتلوا بعضهم بعضا فتسيل دماؤهم وتهتك أعراضهم وتنهب ثرواتهم دون حسيب أو رقيب بل بالتوافق مع من يفترض فيهم أنهم رعاة شؤون الناس ويا للأسف.

 

وبعد أن استطاعت أمريكا ترويض حكام إيران بحجة تقاطع المصالح التي كانوا يتبعونها تبريرا لسيرهم في خط أمريكا للضحك على أهل إيران المسلمين المحبين للإسلام وغيرهم من أهل المنطقة المسلمين في أفغانستان والعراق ولبنان مذهبيا، وفي فلسطين المباركة بحجة قتال يهود لتحرير فلسطين كما زعموا…

 

وبعد أن رخص حكام إيران للسياسة الأمريكية في المنطقة سمحت لها أمريكا بالتمدد والتوسع وإيجاد النفوذ المؤثر والقوي، بل وخططت لها ذلك لاستخدامها ضد باقي المسلمين موهمة إياها أنها تساعدها لتكون دولة كبيرة في المنطقة بل أكبر دولها، وأن مصالح أمريكا وإيران هي واحدة في التعاون للوقوف كتفا بكتف في وجه إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، والتي وجدت أمريكا أنها لا بد قائمة وأنها لا بد لها من أن تعمل جاهدة دون قيامها أو تأخيره، ولكن بواسطة حكام المسلمين في إيران وفي الخليج، وفي تركيا وباكستان وإندونيسيا ومصر وغيرها.

 

وبعد أن حققت أمريكا غايتها من استخدام حكام إيران في العراق وأفغانستان واليمن وسوريا ولبنان وسمحت لها بالتمدد العسكري المباشر، والأمني المباشر وغير المباشر بدأ العد العكسي للحد من الاعتماد على إيران في سوريا والعراق ولبنان، بعد الانتفاضات والثورات التي قامت في معظم الدول العربية، وبعد أن غيرت سياستها تجاه كيان يهود، وبعد أن وجدت أن إيران نجحت فيما خططته عند استخدامها لإيجاد الحقد والعداء والتكفير بين المسلمين، وجدت أن الاعتماد على إيران لم يعد مفيدا لسياستها فقررت إخراجها من العراق بعد أن قام الناس عليها وضدها وعلى من اختارته من حكام سرقوا ونهبوا الأموال العامة وأذلوا الناس.

 

لم يكن لأمريكا مشكلة مع حكام إيران لو أنهم استطاعوا استيعاب الناس ولم تنفضح سياستها أمامهم مما أدى إلى انتفاض الناس على الحكام حتى في إيران نفسها.

 

أما من الناحية الأمنية والعسكرية التي أوكلتها أمريكا لإيران ورعتها وحمتها أيضا، فالظاهر أن أمريكا قد وصلت للأهداف المطلوبة لتلك الأعمال بعد أن أوجدت الخوف والرعب في الخليج ليبقى في حضنها العفن، وسلبها ما تبقى من أموال الأمة الإسلامية بحجة حماية العروش، وبعد أن وجدت حالة البغض والعداء والتكفير بين المسلمين أبناء الدين الواحد، متوهمة أن هذا سيحول دون قيام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة أو سيعيق قيامها.

 

أمام هذا الواقع الجديد في المنطقة طلبت أمريكا من حكام إيران التأقلم مع سياستها الخارجية الجديدة، ولما وجدت مماطلة من إيران أو عدم رغبة أو عدم قدرة لها على إلغاء دور الأذرع الأمنية والعسكرية التابعة لها وبخاصة (فيلق القدس) ومن بعده الحشد الشعبي في العراق وحزبها في لبنان كرسالة واضحة ترسلها أمريكا لمن يهمه الأمر وبالأخص كيان يهود باعتبارهم أول من كان ممانعا للحل في فلسطين، وفي ذلك إرضاء كبير لكيان يهود للسير في خطة أمريكا لحل قضية فلسطين وفقا لصفقة القرن والتي تعتقد أمريكا أن المنطقة أصبحت مهيأة لقبولها لولا بعض الصعوبات التي يمكن تذليلها كما تظن.

 

لذلك قامت أمريكا بقتل سليماني وقبله الكثير من القيادات الأمنية والعسكرية المهمة ليكون ذلك رسالة للقريب والبعيد أن أمريكا هي التي تتحكم بالعالم وأن الجميع يجب أن ينفذ سياستها سواء أكان عميلا لها أو يسير في فلكها دون نقاش.

 

وهذا يعني أن أمريكا لم تعد بحاجة إلى هذه الأذرع في خططها الاستراتيجية للمنطقة الإسلامية لأنها أصبحت تدرك أن الأمر يستوجب حضورها الجدي في المنطقة للإشراف المباشر وللحيلولة دون تحركات الشعوب السريعة والهادفة والتي قد تخرج عن سيطرتها إن استطاعت تلك الشعوب إقامة الخلافة المطلوبة فيصبح تحركهم ضدها صعبا بل مستحيلا لأنها تدرك أن دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ليست كباقي الدول الكرتونية التي تعودوا عليها، بل وليست كأي دولة غيرها في العالم لأنها تملك مقومات الدولة الكبرى التي ستنافسها على قيادة العالم ولكن لإنقاذه وليس لنهبه وسرقته واستعماله.

 

لحكام إيران نقول إن الركون إلى الشيطان الأكبر أمريكا ليس نتيجته إلا الهلاك في الدنيا والآخرة…

 

وللشعوب الإسلامية في إيران وفي غيرها نقول مخلصين إنه آن الأوان لتدركوا أنه لم يعد أمامنا سوى خيار الدولة الإسلامية الجامعة التي ندعو ونعمل لها لنتخلص من كل واقعنا الذليل ونقطع يد أمريكا وروسيا وكل طامع بنا ونرضي بها رب العالمين ونعود خير أمة أخرجت للناس إن شاء الله تعالى.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد جابر

رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان

2020_01_15_TLK_3_OK.pdf