مع الحديث الشريف
الجهاد والصدقات
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب، فلا يجد أحداً يأخذها منه، ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء” رواه مسلم.
أيها المستمعون الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
هذا الحديث الشريف يخبرنا بأمور لم تحدث بعد ولم يأت زمانها، هذا يدل بأن الأزمان تتبدل وتتغير، وسيأتي علينا وعلى البشرية وقت يغنى فيه الناس وتكثر فيه الصدقات التي لا تجد من يأخذها ويستحقها، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن ملك هذه الأمة المسلوب من قبل الكفار وأعوانهم العملاء سوف يعود، حتى لا يكون هناك أحد محتاجًا لشيء بسبب الغنى والعز الذي وصل إليه من الحياة الكريمة التي أدركها تحت ظل حكم الإسلام العظيم، حتى يصل الحال بأن ينادي المنادي هل من أحد يريد الصدقة فلا يجيب أحد؛ لأن لا أحد يحتاج.
الأمر الآخر الذي يبشر بعودة الإسلام للحكم، هو ذكر الذهب، حيث أن نظام الإسلام المالي الفريد قائم على التعامل بالذهب والفضة التي ما فسد الاقتصاد إلا بعد ترك الاعتماد عليها.
كما أن هناك لفتة أخرى تبشر بعودة الجهاد والقتال في سبيل الله والفتوحات التي حُرمنا منها قرابة قرن من الزمن، وهو وصف الحديث بأن النساء لن تجد رجالًا لقلتهم وليس لكثرتهن، حيث القلة هنا ستحصل بسبب الجهاد والقتال الذي سيشتد.
هذه الأمور لم تحدث بعد، لكنها إن شاء الله كائنة في القريب العاجل، ونتمنى أن ندركها، وهناك شواهد كثيرة تدل على اقتراب هذا الزمان الذي يعود فيه النظام الاقتصادي في الإسلام، ويسارع الشباب للجهاد من أجل نشر الإسلام.
على هذا فلا مجال للمشككين أو للذين في أنفسهم ضعف أن ينكروا حقائق ستكون لا محالة، ووصف الرسول صلى الله عليه وسلم لجزئية معينة يعني أنها ستكون واضحة للعيان.
كما أن الله تعالى كان يصبّر رسوله صلى الله عليه وسلم بإخباره بما سيكون له ولأمته من مكانة وعزة ورفعة، هنا يبشرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بما سيصير بنا من عزة ورفعة، ما علينا إلا أن نسلك طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم لنصل إلى بر الأمان والنجاة من المعاصي.
الله نسأل أن ندرك هذا الزمان الذي يثلج الصدر ويعيد الأمور إلى نصابها، ليعم الخير البلاد والعباد، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح