النظام المصري يسوق نفسه كخادم للغرب بخدماته ليهود
الخبر:
ذكر موقع روسيا اليوم الأربعاء 2020/1/15م، أن رئيس كيان يهود رؤوبين رفلين بعث رسالة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ببرقية تهنئة عقب شروع الكيان الغاصب في توريد الغاز الطبيعي إلى المرافق المصرية، قال رئيس الكيان الغاصب: “نعيش يوما مشهودا في تاريخ العلاقات الثنائية، وخلال كتابتي هذه السطور فإن الغاز الطبيعي يتدفق من حقل ليفياثان البحري إلى بلدكم العامر”، وأضاف “هذا الغاز يجلب لنا مزايا وفوائد اقتصادية ويعمق العلاقات أكثر فأكثر بعد مرور أربعين عاما على إقامتها”، وأوضح رفلين أن الكيان يرى في العلاقات مع مصر “ذخرا استراتيجيا”، مشيرا إلى أن هذه العلاقات ضرورية لاستقرار المنطقة، وأنها تشكل قاعدة لإقامة علاقات مع دول أخرى في المنطقة في المستقبل، كما أشاد بالتعاون الأمني والسياسي مع القاهرة.
التعليق:
بينما يفرّط الرئيس المصري في ثروات مصر بلا ثمن ويجعل منها سوقا مفتوحة أمام عدوها الرئيسي وبشكل مستفز، في كذب واضح على أهل مصر، وسط صمت مخز ومخجل لجيشها الذي يتغنى ببطولاته أثناء الصراع مع هذا الكيان الغاصب، وكأن المصالح تجعل العدو صديقاً وتنسي الناس الدماء الغالية للأهل والأصدقاء، وكأن المصلحة تنفي كون هذا الكيان قد أقيم على أرض مغتصبة هي أرض خراجية إسلامية قوامها للأمة ورقبتها في يدها لا تنفك حتى قيام الساعة، وتحريرها واجب على كل جيوش الأمة وخاصة جيش الكنانة الذي يتغنى رئيس الكيان الغاصب ويشيد بالتعاون الأمني مع رأس النظام الذي يحميه، هذا بخلاف أن هذا الغاز الذي يشتريه النظام من الكيان الغاصب هو ملك للأمة سواء أكان داخل الحدود المصرية أم خارجها، ففي كلتا الحالتين هو في أرض الأمة التي يجب على جيش مصر حمايتها وحماية ما تحويه من ثروات وخيرات فكيف إذا فرطوا فيها باتفاقيات ترسيم حدود تمنحها ليهود؟! وكيف إذا أجبروا أهل مصر على دفع ثمن ما هو منهوب منهم لهذا الكيان الغاصب المحتل؟!
إن مصر كما هو واقعها فعلا وبحدود سايكس بيكو الضيقة تملك من المقومات ما يؤهلها لأن تكون قوة عظمى ولا زالت رغم تلك العقود العجاف التي مرت بها ولا زالت في ظل الرأسمالية الحاكمة والتي ما زالت تعمل من خلال هذا النظام على مزيد من الإفقار ومزيد من الارتهان ومحاولة لإيجاد مدخل للتطبيع الشعبي مع الكيان الغاصب، فالنظام لم يكتف باستيراد الغاز منهم بدعوى أنه للإسالة ثم التصدير، رغم أن الاتفاق كما أعلن نتنياهو أن يكون للاستهلاك المحلي، بل قام بترميم معابد كيان يهود في مصر وبأموال أهل مصر الذين ألجأهم النظام للقحط.
كل هذا الفقر الذي يعيشه أهل مصر بينما يقتطع النظام من أقواتهم بل من لحومهم ودمائهم ما يدفعه لكيان يهود ثمنا لغازهم المنهوب، بينما لا يقف جيش الكنانة حتى في موقف المتفرج ولا المحايد بل يقوم بحماية اللصوص بينما هم يسرقون ثروة الكنانة ويبيعونها لأهلها كرها، فأي جيش هذا الذي يقبل أن يكون في خدمة عدوه المغتصب لأرضه وخيراتها؟!
يا أهل الكنانة! إن هذا النظام يعمل على رفاهية يهود خدمة لسادته في البيت الأبيض وطمعا في رضاهم حتى يبقى على عرشه الذي نخر فيه السوس، وما يبرمه من اتفاقات تظل مرهونة ببقائه وصبركم عليه، فإذا أزلتموه لا تلزمكم، بل عليكم ملاحقة اللصوص والمغتصبين لحقوقكم حتى تعيدوها كاملة، إلا أن هذا يحتاج لقيادة واعية، وإرادة حقيقية ومشروع حضاري بديل لهذا النظام يحفظ عليكم هذه الثروة ويمكّنكم من استغلالها والانتفاع بها على الوجه الصحيح، وهذا غير ممكن في ظل الرأسمالية مهما تغيرت وجوه منفذيها فهي أداة لنهب ثرواتكم وإبقاء بلادكم في ربقة التبعية، والتصدي لمحاولات تحرركم منها، فقط في ظل الإسلام ومشروعه ودولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة تتمكنون من استعادة بلادكم وخيراتها وثرواتها وتتمكنون من الانتفاع بها وفوق هذا كله يرضى ربكم عنكم بتطبيق شرعه الذي فرض عليكم.
أيها المخلصون في جيش الكنانة! لم تكن مثل هذه العقود والاتفاقيات لتوقع وتلك الثروات لتنهب لو علموا أن فيكم رجالا يغضبون لله ويعملون حقا لخير مصر وأهلها، ولولا أنهم أمنوا جانبكم واشتروا صمتكم ببعض المناصب والمصالح والاستثمارات على سبيل الرشوة، هي في واقعها نزر يسير من حقوقكم التي كفلها لكم الشرع في دولة الإسلام، فكفاكم خذلانا لأمتكم التي تتطلع إليكم وتنتظر الخير كل الخير منكم، فقد كنتم يوما درعها يوم هجم التتار والصليبيون وتجمعوا عليها كالأكلة، وها قد عادوا ينهشون لحمها ويهتكون عرضها على مرأى منكم ومسمع فانتفضوا وذودوا عن حماكم ودينكم وعرضكم وأمتكم، فمن للإسلام إن لم يكن أنتم؟ ومن ينصره سواكم؟! أعيدوا سيرة أجدادكم العظام الفاتحين وانتصروا لدينكم بإقامة دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة عسى الله أن يغفر لكم ما قد سلف ويبدل سيئاتكم حسنات ويكتبكم مع الأنصار في خير نزل عند مليك مقتدر، اللهم عجل بالنصر وأهله واجعل مصر مكانه ومستقره، اللهم أمين.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد فضل
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر