عملتان في اليمن والمتصارعون يشرعنون الربا بسياساتهم العبثية الإجرامية!
الخبر:
فتحت الأطراف المتحاربة في اليمن يوم السبت جبهة جديدة في صراعها الدائر منذ خمس سنوات.. معركة بين أوراق نقدية قديمة وأخرى جديدة مما ينذر بوجود اقتصادين في نفس الدولة.
وحظرت جماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء استخدام وحيازة الريال اليمني الجديد الذي أصدره منافسوها في الحكومة المعترف بها دوليا والتي تتخذ من مدينة عدن الساحلية الجنوبية مقرا لها على أن يبدأ سريان القرار اعتبارا من منتصف الليل.
ويقول الحوثيون المتحالفون مع إيران إنه ينبغي على اليمنيين استخدام العملة القديمة فحسب ويدفعون بأن الحظر خطوة لمواجهة التضخم وإفراط الحكومة في إصدار عملات بنكنوت على حد قولهم.
أما الحكومة فوصفت الحظر بأنه تخريب اقتصادي. وكالعادة وجد اليمنيون أنفسهم ممزقين بين الجانبين.
وقال يمنيون من الجانبين لرويترز إن الحظر تسبب فعليا في وجود عملتين بقيمتين مختلفتين مما يزيد الاضطراب في بلد تحكمه قوتان ويعاني ويلات الحرب. (رويترز، 2020/01/18م)
التعليق:
إن سياسة المتصارعين في اليمن قد جعلت أهل اليمن يتعاملون بالربا في ظل الصراع بين عملتين محليتين، حيث إن هناك من يستبدل العملة الجديدة التي طبعتها حكومة هادي – التي أعلن الحوثيون إنهاء التعامل بها – بعملة قديمة سيطر عليها الحوثيون وذلك بفارق سعر، فالورقة من فئة 1000 ريال الجديدة تستبدل بأقل من قيمتها مقابل الحصول على العملة القديمة، وهما من العملة والفئة نفسها!! وهذه صورة من صور الربا الذي حرمه الله سبحانه وتعالى القائل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ﴾.
لقد أدت سياسات المتصارعين وخاصة الحوثيين الذين قرروا منع تداول العملة الجديدة في مناطق سيطرتهم، إلى وجود أزمة عند الناس تتلوها مشاكل بينهم نتيجة الخلاف بشأن العملة التي هي أثمان للسلع والمجهودات، فأغلب أهل اليمن يمتلكون هذه العملة الجديدة ثم يخرجون لأخذ احتياجاتهم فلا يقبلها الصرافون ولا أصحاب المحلات بأنواعها حتى البقالات وأصحاب محلات الخضار.
إن الحوثيين رغم أنهم سيطروا على العملة القديمة التي كانت تكفي احتياجات أهل اليمن شمالاً وجنوباً، إلا إنهم يحتكرون هذه العملة ويخزنونها ولا يبدلون الناس الذين يمتلكون عملةً جديدة كما وعدوا عبر مراكز الاستبدال إلا بحد معين من العملة إن وجد ذلك.
والغريب أن عملتي أمريكا والسعودية يتم التعامل بهما رغم ضجيج الشعارات بالموت لأمريكا والعداء للسعودية، بل تعجب حين ترى اللوحات الكبيرة المعلقة في الشوارع التي تنادي بمقاطعة البضائع الأمريكية!
أما حكومة هادي فقد طبعت عملة جديدة بمقاس أصغر حجماً من العملة القديمة وذلك بكميات مهولة حيث طبعت في روسيا ما يقارب تريليون وثلاثمائة مليار ريال يمني حسب مصادر موثوقة.
وهذا يعني أن كلا الطرفين يتآمر على أهل اليمن ويعمل لسحق الاقتصاد المسحوق أصلاً والذي أصبح تحت رحمة المجرمين ممن يسمون بالمانحين وعلى رأسهم السعودية والإمارات اللتان تتصارعان خدمة لأسيادهما من إنجليز وأمريكان وتعطلان التصدير واستغلال ثروات البلاد، ثم لا يدعمان البنك اليمني في عدن إلا من وديعة دفعتها السعودية مقدارها 2 مليار دولار العام الفائت وقد قاربت على النفاد.
يا أهل اليمن! ألا تكفيكم الحروب التي يشعلها هؤلاء وقد سببت لكم التعاسة والشقاء؟! فها هم المتصارعون اليوم يعادون الله جهاراً نهاراً ويأذنون بحربٍ من الله ورسوله لا تصيب الظالمين منا خاصةً بل ستعمّنا جميعاً بعذاب إن لم ننكر عليهم ونأخذ على أيديهم ونحكّم شرع الله في حياتنا ونحل على أساسه مشكلاتنا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المؤمن الزيلعي – ولاية اليمن