مؤتمر برلين
النفط أولاً ولْتَسِلْ دماءُ المسلمين
الخبر:
أفادت وكالة رويترز بأن مسودة مؤتمر برلين المقرر عقده اليوم بشأن ليبيا، تحث كل أطراف الأزمة على الامتناع عن الأعمال القتالية ضد المنشآت النفطية، في حين اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المؤتمر “خطوة مهمة” لتثبيت وقف إطلاق النار. ووفق رويترز، فإن المسودة التي ستناقش خلال القمة تعترف كذلك بالمؤسسة الوطنية للنفط الليبية في طرابلس باعتبارها الكيان الشرعي الوحيد المسموح له ببيع النفط الليبي. وتأتي الدعوة بعد أن أغلق رجال قبائل متحالفون مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر كل المرافئ النفطية في شرق ليبيا، رغم التحذيرات الدولية من تداعيات هذه الخطوة.
التعليق:
- من المؤسف حقاً أن تناقش قضايا المسلمين الحساسة في عواصم الكفار، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على تبعية حكام المسلمين قاطبة للغرب، وأن لا سيادة لهم على الأرض وما حوت، ولا على السماء وما وسعت، وأن هؤلاء الحكام هم أم المصائب، وسبةٌ عظيمة غير مسبوقة في تاريخ المسلمين.
- إن هدف المؤتمر الأول ليس هو منع الاقتتال بين الليبيين ابتداءً، وإنما منع الأعمال القتالية ضد المنشآت النفطية، فالنفط عندهم أولا، وليس دماء المسلمين التي تسيل أنهاراً سواء في ليبيا أم غيرها.
- إنهم لا يعبأون ببقاء حفتر أو السراج في الحكم، بقدر ما يحرصون على عدم المساس بالمؤسسة الوطنية للنفط الليبية في طرابلس باعتبارها الكيان الشرعي الوحيد المسموح له ببيع النفط الليبي، وسيتخذ المؤتمرون التدابير اللازمة لمنع تكرار إغلاق المرافئ النفطية في ليبيا كما فعل رجال متحالفون مع حفتر في شرقها.
- إن التحذيرات الدولية المتكررة من تداعيات التشويش على انسياب النفط الليبي كالماء الزلال إلى آلة الصناعة الغربية، تهدف إلى تحقيق مصالحهم فقط، وهذا هو أساس المبدأ الرأسمالي المتوحش الذي تسعى الدول الغربية لفرضه على المسلمين نظام حياة بديلاً عن الشريعة الإسلامية الغراء.
- إن سعي أردوغان لتثبيت وقف إطلاق النار في ليبيا يندرج تحت إطار الألاعيب السياسية التي يمارسها الغرب في بلاد المسلمين عموما، وفي ليبيا على وجه الخصوص، وذلك من أجل إيهام السراج بأن تركيا تسانده عسكريا، وقد بدأت بالفعل بإرسال قواتها إلى هناك، ولكن الحقيقة هي أنه يسعى لإضعافه. فدعم تركيا لحكومة السراج سيكون رمزياً وليس ذا بال تماماً كدعمها للفصائل السورية الموالية لها، فتركيا أصلاً بعيدة عن ليبيا، ناهيك عن أن أهدافها تنحصر بالجعجعة والكلام عن الدعم مع تقديم القليل منه فقط بهدف إسقاط قوى ليبية في فخ الدعم التركي، والذي سيجدونه سراباً كما كان في سوريا، والأمر شبيه تماماً بمؤامرات تركيا مع روسيا حول أحداث سوريا لحساب أمريكا.
وفي الختام فإن الأمة الإسلامية ستبقى تعاني من سيطرة الكفار ونهب الخيرات ونهكة الأنفس والأموال حتى يمن الله عليها بإقامة دولتها الإسلامية الثانية الراشدة على منهاج النبوة، فتملك زمام أمرها، وتعود إلى سابق عهدها خير أمة أخرجت للناس، ويعم الإسلام الأرض كلها بعز عزيز أو بذل ذليل، وما ذلك على الله بعزيز.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رولا إبراهيم – بلاد الشام