مع الحديث الشريف
باب من سأل وهو قائم عالما جالسا
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب من سأل وهو قائم عالما جالسا”.
حدثنا عثمان قال: أخبرنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن أبي موسى قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما القتال في سبيل الله؟ فإن أحدنا يقاتل غضبا ويقاتل حمية فرفع إليه رأسه – قال وما رفع إليه رأسه إلا أنه كان قائما – فقال: “من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله عز وجل”.
لقد اهتم الإسلام بالنية عند القيام بالأعمال، ولعل هذا الحديث رسالة واضحة للأمة، أن تبقي حالة الوصال مع الله في كل الظروف والأحوال، خاصة عند لقاء الأعداء، فلا أحوج للأمة من ذلك في هذا الموقف العصيب، وهذا لن يتأتّى إلا بإخلاص النية لله وحده بأن تقاتل الأمة لترفع راية الإسلام، لتكون كلمة الله هي العليا.
أيها المسلمون:
ما بالُ جماعات من الأمة اليوم فقدت توازنها؛ بل فقدت عقلها، فخرجت تقاتل لتكون كلمة أمريكا هي العليا؟! ولتكون كلمة حكام الخسة والعار في بلاد المسلمين هي العليا؟! ما بال هذه الجماعات لم تعد تقاتل إلا أبناء الأمة؟ أبهذا وصاكم رسولكم الكريم صلى الله عليه وسلم؟! أتقاتلون تحت رايات سايكس بيكو؟! أهذا هو القتال الذي أراده الله منكم؟! كلا والله، ما هذا الذي أراده الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، إنما أراد الله لكم أن تقاتلوا لله وفي سبيل الله، أراد الله لكم أن تقاتلوا لتكون كلمة الله هي العليا، فيصبح للمسلمين حينئذ شأن، بقيام خلافتهم التي وعدهم الله بها.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم