ما أحوج المسلمين اليوم إلى طاعة الله والاستقامة على دينه
ما أحوج المسلمين اليوم إلى طاعة الله والاستقامة على دينه ، فإنهم إن فعلوا ذلك هانت الدنيا في أعينهم وصغر شأن الكفار من أمامهم واستسهلوا الصعب ، واحتملوا العذاب والصد عن سبيل الله ، واستهانوا بوعيد الكفار لوعد الله ، ورأوا النصر آتيا لا ريب فيه وتمثل أمام أعينهم ، وملأ عليهم نفوسهم وعقولهم قوله سبحانه وتعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } وقوله : { إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ } ولا سبيل لذلك ، بل وسبيل ذلك الثقة بوعد الله عز وجل .
إن الثقة بوعد الله سبحانه وتعالى من الأسس التي يجب على المسلمين أن يؤمنوا بها إيمانا راسخا لا يشوبه ريب ، ولا يخالطه شك . قال تعالى : { فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ } ذلك أن عدم الثقة بوعد الله عزل وجل ، أو مجرد الشك في ذلك إنما هو من صفات الكفار والمنافقين ، والذين في قلوبهم مرض قال سبحانه وتعالى {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً } .