Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – الْعِلْمُ عِلْمانِ

 

    أورد الدارمي عَنْ ‏ ‏الْحَسَنِ ‏ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏قَالَ: ( ‏الْعِلْمُ عِلْمَانِ فَعِلْمٌ فِي الْقَلْبِ فَذَلِكَ الْعِلْمُ النَّافِعُ وَعِلْمٌ عَلَى اللِّسَانِ فَذَلِكَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى ابْنِ ‏ ‏آدَمَ ).

    قال يحيى بن سعيد أبو حيان فيما رواه الخلاّل في جامعه عن الثوري: ( العلماء ثلاثة: فعالم بالله ليس عالماً بأمر الله، وعالم بأمر الله ليس عالماً بالله، وعالم بالله وبأمر الله ).

    لمّا بعث الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم بكتابه الذي هو الهُدى والشفاء والنور وجعله أحسن الحديث وأحسن القصص، وجعل الحكم به وبما أوحى معه من السنة الشريفة مؤدي إلى الصراط المستقيم وجعل حمل رسالته للعالم مُخرجة للناس من الظلمات إلى النور فرضاً على المسلمين وبعد أن سارت الأمة على هذا الفهم والمَسلك قروناً طويلة من الزمن، انحرف الناس عن ذلك كله بسبب جهود الكفار الحاقدين على الإسلام وأهله وعملاؤهم من حكّام السَّفَه وبطانتهم من علماء السوء والسلطة، حيث وجّهوا الناس لترك التعلم من القرآن والسنة والنظر فيهما والتدبر لهما إلى كلام غيرهما من البشر مُسلِمهم وكافرهم، وثبّتوا عند الناس إقامة حروف القرآن وحفظه وتلاوته من غير فقه فيه ولا فهم لمعانيه وعسّروا عليهم امتلاك الأدوات التي تُسْتنبط بها أحكامه كمعارف الشرع واللغة فأصبح الناس نظير مُتفقه لا يعرف الحديث، أو صاحب حديث لا يتفقه فيه، وأضحى الناس مؤمنون بالله ولا يعرفون أوامره، أو يعلمون الأوامر نظرياً بدون أن تصبح لديهم مفاهيم، وقليل من الناس من يؤمن بالله عالماً بأمره مُطبقاً له، وما هذا كله إلاّ بجهود الحكام السفهاء ومرتزقة العلم والعلماء.

    فاللهم عجل لنا بإقامة الخلافة التي تُحيي الفرائض والسنن وتعمل على إخراج العلماء بالآلاف حتى يُعبد الله في الأرض عن بيّنةٍ وعلم، وحتى يكون العِلم حجة لصاحبه لا حجة عليه.